ثقافة وفنون

الطيب عبد الماجد: أدعو المختصين في الدراما لتصحيح مسارها

الأحداث – متابعات

 

في مقارنة سريعة بعنوان (كلاكيت تاني مره) كتب الإعلامي السوداني اللامع الطيب عبد الماجد مقارنة خاطفة للدراما المصرية مع السودانية التي تقدم هذا العام، وبالرغم من وصفه لنفسه بغير المختص الا أنه قدم نقدا وتوجيها عميقا في مقال على صفحته بالفيس بوك نجتزئ منه هذا الحديث.

 

وأشار الى انتقال (قسري) للدراما السودانية إلى القاهرة هذا العام لم تأخذ من هناك سوى المكان وابتعدت عن الصورة لتذهب في خط تطبيقات المتابعة  والسوشيال ميديا بتعمد الإثارة التي ترقى أحيانا للخروج عن النص بحثاً عن ( عداد) المشاهدة.

 

ويري انها أعمال بسيطة غير ناضجه أديرت على عجل بإنتاج ضعيف وراهنت على الإمعان في واقع متدهور

صحيح قد يكون موجود لكن لا يمكن ولا يجوز تناوله دون حبكة درامية واضحة وخط درامي معقول وليس كل ما يعرف يقال إذ ان هناك مشاهد وحوارات في بعضها لا ترقى للمشاهدة فمقولة ان العمل الدرامي هو انعكاس للواقع هكذا بالمطلق حق اريد به باطل فلذلك اشتراطات فنية ورؤية وقصة وسيناريو وحوار (مش ونسة جبنة …ورقاد سراير) …!!

 

وأكد: لن ندعم هكذا دراما بحجة تشجيعها حتى تنهض.

الدراما جزء من السودان المنهك لذلك جاءت أكثر انهاكاً

هذه المرة ندعم أخذ (هدنه) و(نفس) ومحاولة تعلم ما الذي يجب أن يكون.. الدراما تفاصيل وتفاصيل التفاصيل كما يعرف المختصون

وانا مراقب فقط ولست كذلك لكن بالتأكيد لدي فكرة ودراية.. وتصور.

 

وقال الواضح (غيرو من هذا الخط مابودي لي قدام وسنصفق لكم متى ما استعدتم المسار) استفيدوا من هذه الهدنة القسرية في مصر. فمصر تاريخ طويل في الدراما ولايجوز اختزال تكاليف الانتاج في فيلا او شقة أو مكان ليست له دلالات

وهناك ونسات لا تصلح أن تخرج للعلن ليس لانها قد لا تحدث، ولكن لأنها لا تعالج شيء بلا مضمون ودون رؤية واضحة وإجابة على أسئلة مفتاحية (إنتو عايزين تقولو شنو من خلال مثل هذا المشاهد …!؟

والحوارات.! ؟؟)، وان كانت الإجابة الواقع الدراما ليست مهمتها نقل الواقع بحذافيره حتى إذا كان كذلك

بقدر ما أن مهمتها هي تشريح هذا الواقع وتقديمه في قالب فني يجعل المتلقي ينتبه ويتفاعل …. ((أكرر فني))،

وإذا كانت المسألة بهذا الفهم

طيب ما الواقع دا فيهو حاجات كويسة …وينا…؟؟،

أما إذا دفعتم بحرية الدراما في كشف المستور والمسكوت عنه و(التابوهات) فهذه لها شروط واشتراطات ..!

الدراما فرجة وترفيه …ورسالة والتالتة مفصلية

اختاروا منها وانتقوا ما يتناسب ويراعي الذوق العام

نحن في السودان مثلاً  ما عندنا ثقافة ( غرفة النوم ) كمكان معلن …

لذلك لن أحولها درامياً كذلك وأناقش فيها قضايا

هذه ( تابوهات) حميدة وليست خبيثة خلوها في محلها

قد يكون مقصدكم ( حسن ) في استصحاب كل التفاصيل

والحاجات …..وقد يكون غير ذلك لاجتذاب جمهور ومشاهدات ومن حسن حظكم  أن المتلقي السوداني مشغول في ( روحو دي ) المبعثرة بين الداخل المضطرب والخارج القاسي والدنيا حرب،

هذا ليس هجوم بقدر ما هو توجيه تقبلوه بصدر رحب،

نحن نتطلع لشيئ بحجم هذا البلد السودان بلد كبير وعريق وجميل لا تختزلوه في نفق الأزمة و ( بطانية ) اللايكات  والمتلقي  السوداني على درجة عالية من الحصافة والذكاء. ناس ( الجقر )  ( مجتهدين ) لكنهم يحتاجوا لآلة انتاج محترفة وأدوات عمل كثيرة وتوجيه مختصين

أدعو المتخصصين في الدراما أن يسهموا في تغيير هذا المسار و إعمال شيء من العلمية والعملية.

الإخفاق ليس بالمشكلة لكن التكريس له هو الكارثة ننتظر جديد …ولكم شرف المحاولة رغم بؤسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى