بشارة سليمان نور
أرض كردفان التي ارتوت بدماء الشهداء تستحق الضحية لأنها السودان الذي وهبنا أرواحنا واسترخصنا الحياة بكل طيبها من أجله صعدت روح مفجر الثورة وقائد مسيرة التحرر خليل ابراهيم في كردفان واليوم تصعد روح أخرى إلى علياء السماء تحفها دعوات المظلومين وتضحيات المشتركة ورجالها الصناديد ولن نبكي الطاهر عرجة قائد المقاتلين الذي دخلوا مدني فى رابعة النهار الإغر يقودهم ذلك الفتى الاسمر عالي الهمة فارس الوغى وصنديد يوم يلتقي الجمعان وكان الطاهر عرجه المقاتل تقدم كل الصفوف واستبق الجميع لتطا قدامه أرض مدني السني ولي من أمامه المليشيا هرولة وهروبا من زئير الأسود وبطش نسور الصحراء وكتب في صحائف التاريخ عن بطولة ذلك الفتى الطاهر وهرع من مدني للخرطوم ومن الخرطوم تقدم بقواته مع متحرك الصياد في مهمة اصطياد الجنجويد وكان الطاهر عرجة فرس نزال في تشهد له الغبشة وأم روابه والرهد ودخل الأبيض حينما استعصي دخولها وحملته كرفان على أكتافها لم يستريح الا ايام وقاد عمليات تحرير ام عرده والهشابه وكازقيل وخاض مع حسن البلاع معركة تحرير الحمادي والدبيبات لم يبطره نصرا ولم تهتذ شعره في رأسه لتراجع محسوب أو خسارة معركة لكنه هرع مسرعا إلى محور الخوي وهناك كان السطر الأخير من كتاب بطولة لم ينشر بعد لفتي اسمه الطاهر عرجه قاد التفاف قوات المشتركة ببراعة وشجاعة ليسترد ام صميمة في ساعتين من سقوطها ولكن الأخيار يصطفيهم الله شهداء في المعارك الكبيرة
صعدت روح الطاهر عرجة لعلياء السماوات السبع تحفها الملائكة وفقدت بلادنا رجلا لن يجود الزمان بمثله وفارسا يضئ وجه شعاعا يبدد ظلام السودان الطويل ومن تضحيات الشهيد الطاهر ينسج أبطال المشتركة وإخوانه في حركة العدل والمساواة ثوب الانتصار الكبير الذي نراه قريبا في قسمات وجوه الرجال
لا إله إلا الله ولاحولة ولا قوة الا بالله
