الصمغ العربي ينهار تحت وطأة التهريب والنهب واستحواذ المليشيا

الأحداث – وكالات
تلاشت آمال حسين سليمان، تاجر الصمغ العربي في الضعين بولاية شرق دارفور، في الحصول على عائد من بيع مخزونه من السلعة لترحيل أفراد أسرته إلى مصر بعد انهيار أسعارها نتيجة لعدة عوامل لا يستطيع فعل شيء إزاءها.
تحدث التاجر لـ”دارفور24″، أثناء جلوسه أمام متجره في سوق المحاصيل بمدينة الضعين، متمسكًا بعدم بيع مخزونه في ظل انهيار أسعار الصمغ بعد إغراق الأسواق المحلية بكميات ضخمة من السلعة معظمها منهوب، وظهور مشترين جدد يشترون الصمغ بأسعار زهيدة من المنتجين ويهربونه إلى دول الجوار الإفريقي.
أفاد التاجر حسين بأن عناصر من قوات الدعم السريع يقومون بتسويق محصول الصمغ العربي في دول الجوار عبر دولتي تشاد وجنوب السودان.
ولفت حسين إلى أنه بعد قرار منع تصدير المحاصيل الزراعية والغابية، تكدس الصمغ في الأسواق، لكن سرعان ما ظهر عناصر الدعم السريع يقومون بشراء المحصول القديم والجديد وتسويقه في دولة تشاد.
وقالت ثلاثة مصادر متطابقة من نيالا بجنوب دارفور ــ فضلت عدم الإفصاح عن أسمائها لدواعٍ أمنية ــ لـ”دارفور24″ إن عشرة شاحنات محملة بالصمغ وصلت إلى المدينة خلال يناير وفبراير ومارس 2025 من محلية بروم وبحر العرب بشرق دارفور.
وأشارت إلى أن هذه الشاحنات مملوكة للأشقاء حامد العاص وعمر العاص المتواجد في نيامي بدولة النيجر والمقرَّب من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأفادت المصادر بأن الشاحنات جرى إفراغها وفرزها في منزل حامد بحي المطار شمال نيالا، الذي يتولى تجميع وشراء الصمغ قبل ترحيله إلى شقيقه في تشاد، ثم إلى النيجر.
قال أحمد إسماعيل، وهو سائق شاحنة تجارية، إنه نقل حوالي 30 طنًا من الصمغ العربي لصالح أحد التجار من منطقة بحر العرب إلى دولة تشاد عبر نيالا وكاس وزالنجي والجنينة مرورًا بمعبر “أديكونق” الحدودي مع تشاد وصولًا إلى مدينة أدري.
وأشار إلى أنه دفع لعناصر من الدعم السريع في نيالا والضعين مبلغ 700 ألف، ودفع في البوابات بين نيالا والجنينة مبلغ مليون جنيه سوداني، كما أعطى السلطات في الجنينة ومعبر أديكونق 500 ألف جنيه.
وأوضح محمد عثمان ــ اسم مستعار ــ الذي يعمل سائق شاحنة لـ”دارفور24″ أن الصمغ العربي يُهرَّب من جنوب دارفور عبر رهيد البردي إلى مدينتي فوربرنقا وأم دخن بولاية وسط دارفور الحدوديتين مع تشاد.
وأشار إلى أن السلعة تُهرَّب عبر شرق دارفور إلى معبر الرقيبات الحدودي، وطريق آخر يمر عبر منطقة تمساحة إلى مدينة بورو بجنوب السودان، لكن بكميات محدودة.


