تحقيقات

الصحافة السودانية.. حالة لجوء إلكتروني (2)

يتعقبها: خليفة حسن بلة

 

طارق شريف: الصحافة الإلكترونية تحتاج إلى خطوات تنظيم

 

النور جادين: بعد الحرب ستدخل قوى سياسية كناشرين

 

ضياء الدين: وداعاً للورقية والمستقبل للصحافة الإلكترونية

 

عام وأيام والخرطوم لا تقرأ صحفها بل ولا تطبعها..حوالي ثلاثين صحيفة توقفت عن الصدور بينها تسع صحف سياسية غابت في هذا الوقت بالغ الحساسية.. توزع الصحفيون على كل منصة أتيحت لهم لأداء دورهم وجلّهم اتخذوا من قروبات الواتساب  مقراً وملتقى.. بعضهم اتخذ من فضاء الإنترنت مكان عمل فأصدروا الصحف الإلكترونية – المواقع – وقليلون اتجهوا إلى إصدار نسخة pdf..

 

بخاري بشير رئيس تحرير الانتباهة والذي وصل القاهرة جراء الحرب لم يمض كثير  وقت قبل أن يمارس مهنته عبر إصداره (السودان الآن) رفقة زميليه عادل الصول وعبدالحميد حسن، بخاري قال إنها محاولة محدودة لسد الفراغ الذي حدث بسبب غياب الصحافة الورقية بذات الموثوقية المتعارف عليها في العمل الصحفي وذلك باعتماد صحافيين محترفين وأكفاء، سألته: وماذا عن انتشارها؟ أجاب: (ال pdf  تجاوزت كثيراً الصحافة الورقية، لأنها تصل إلى مئات الآلاف من المتلقين، في حين الصحافة الورقية لا تصل إلا لعشرات الآلاف)، عُدت بسؤال آخر: ماذا عن الموثوقية والتي تتهم الصحافة الإلكترونية بفقدانها فيها؟ أجاب بعد تفكير قصير: (يبقى تصنيف أنها محدودة الموثوقية والصدقية هو أحد الأسباب المهمة الذي يجعل الصحافة الورقية هي الأهم).

تقارير التوزيع

الآن تتزاحم على القروبات نسخ لصحف pdf  آخرها (الكرامة) والتي على رأسها الأستاذ محمد عبدالقادر رفقة عدد من الزملاء – يصدر منها غداً بإذن الله 18 أبريل 2024م العدد رقم (50).. وكان للحاكم نيوز وجودها تعالج قضايا الراهن، عدت لكل من استطلعتهم وسألتهم تقييمهم لتجارب الزملاء على  pdf ؟..الكاتب الصحفي صلاح عمر الشيخ يرى أنها أفضل بديل الآن للصحافة الورقية لأن ناشريها هم صحفيو الصحافة الورقية والذين يلتزمون بأساسيات المهنة ومصداقيتها.

الصحفي بوكالة الأنباء الفرنسية عبد المنعم أبو إدريس أشار إلى تجربة مجلة (اتر) التي يقودها الزميل عارف الصاوي وقال إنها تقدم خدمة صحفية مميزة، الناشر ورئيس تحرير مجلة (حواس) طارق شريف رغم أنه بدأ حديثه بالإشادة بجهد كبير بذله الزملاء لكنه اختتمه بقوله: (وضع الصحافة الإلكترونية بصفة عامة يحتاج إلى خطوات تنظيم)، أستاذ الإعلام د. النور جادين أشار إلى أن الصحف البديلة كان لها أثر في محاولة سد الفراغ وهو اجتهاد يجد الإشادة بالرغم من محدويته، رئيس تحرير (الساعة 24) ضياء الدين سليمان محمود قال إنها  تجربة مميزة ولكن تحتاج لبعض التطوير بما يوافق سرعة الأحداث.

 

متين العودة تاني

ها هي الحرب تمضي لوضع أوزارها ويضج رأسي بأسئلة: ماذا عن الصحافة الورقية؟ هل ستعود قريباً.. أم ستكون الغلبة للإلكترونية بعد هذه التجربة؟

د.النور جادين يتوقع أن تدخل القوى السياسية كلها في مجال الصحافة الورقية خاصة إذا كان هناك اتفاق علي قيام انتخابات قريباً، صلاح عمر الشيخ أجاب بثقة: (ستعود الصحافة الورقية إن شاء الله بعد الحرب وأتوقع أن تصدر صحف جديدة خاصة التي صدرت ك pdf واستطاعت أن يكون لها قراء ومعلنين)، عبدالمنعم أبو إدريس يرى أنه وعقب خروجنا من هذه الحرب اللعينة ستحدث تغييرات كبيرة في خريطة الإعلام السوداني.. سألته مزيد من الإبانة قال: (بعض المؤسسات جراء التوقف الطويل سيجعلها غير قادرة على المواصلة كما أن الكيفية التي ستنتهي بها الحرب ستتحكم في طبيعة الإعلام وقتها)، ضياء الدين سليمان محمود مثلما توقعت جاءت إجابته متناسبة وانتمائه للصحافة الإلكترونية: (الصحافة الورقية مع تطور الأدوات لا أعتقد أن يكون لها مستقبل.. قريباً ستكون الغلبة للصحف الإلكترونية)، طارق شريف مضى مباشرة في اقتراحات حيث طالب بــ(قيام مجلس أعلى للإعلام وتفعيل المؤسسات الموجودة مثل المجلس القومي للصحافة وفتح المجال للتدريب وبناء القدرات وتأسيس صحف قومية ودعم الصحف الخاصة الموجودة وإعفاء مدخلات الطباعة من الجمارك والرسوم الحكومية).

 

أما بعد ..

خرجت الصحافة الورقية من ميدان المعركة ولسان حالها يقول (مجبر أخاك لا بطل) إلا أن أهلها لم يغيبوا.. كل حسب جهده يسهم.. بعضهم كان له دور كبير في دعم بلاده عبر المنصات الإعلامية المختلفة خاصة الفضائيات.. وهو إسهام عظيم.. وإن اقتصر على جزء من ما عندهم.. جلّهم ليس مجرد صحفي يكتب رأيه ويمضي.. لا بل هم مؤسسات.. وهو ما لم تنتبه له الدولة.. ميدان المعركة يحتاج لفيالق وألوية إعلامية .. ولعل الحاجة إلى تهيئة الوضع لهم من الأولوية بمكان في إطار استنفار الجميع لما تبقى من الحرب ولما بعدها حيث الحاجة أكبر لإعلام مساند بوعي ومسؤولية..

قال برناردشو: (الوقت يكشف لك ما تعنيه لشخص ما) ولعلنا نجري تعديلاً طفيفاً على مقولته.. لنقول للحكومة (الوقت يكشف لك ما تعنيه الصحافة لكم.. وللبلد)..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى