السودان يوقف منشآت نفطية مشتركة مع الجنوب بعد هجمات بالمسيرات على هجليج

بورتسودان – الأحداث
أعلنت وزارة الطاقة والنفط السودانية وقف عدد من المنشآت النفطية المشتركة مع دولة جنوب السودان بصورة فورية، عقب سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت حيوية في منطقة هجليج النفطية، نُسبت إلى قوات الدعم السريع، ما اعتبرته الخرطوم تطوراً خطيراً يستهدف شرياناً اقتصادياً استراتيجياً بين البلدين.

وقالت الوزارة إن الهجمات أدت إلى “أضرار جسيمة” في البنية التحتية وخزانات الوقود، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين وضمان سلامة المنشآت ومنع مخاطر بيئية أو انفجارات محتملة. وأضافت أن قرار الإيقاف يأتي في إطار “خطة طوارئ لتأمين الحقول النفطية ضد أي تهديدات مستقبلية”.

وبحسب خطاب رسمي مؤرخ في 24 أكتوبر وجّهه وكيل الوزارة د. محيي الدين نعيم محمد سعيد إلى نظيره في جنوب السودان دينق لوال وول، فإن القرار يشمل أنظمة النقل والمعالجة التابعة لشركتي PETCO وBAPCO، مع التأكيد على التنسيق الفني بين الجانبين لإغلاق العمليات مؤقتاً “بصورة آمنة ومنظمة” حتى استقرار الوضع الأمني.

وتأتي هذه الخطوة وسط توتر سياسي صامت في العلاقات بين الخرطوم وجوبا، بعد أن وجّهت مصادر حكومية وإعلامية سودانية اتهامات بمشاركة عناصر مسلحة من جنوب السودان إلى جانب قوات الدعم السريع في الهجوم على مدينة الفاشر، وهو ما نفته جوبا سابقاً أو تجنبت التعليق عليه علناً.

ويرى مراقبون أن هذه الخلفية السياسية أضفت بُعداً إضافياً على القرار الاقتصادي، وربما أثّرت في حسابات الخرطوم بشأن التعاون النفطي.

ويُتوقع أن يكون للتطور آثار اقتصادية كبيرة على جنوب السودان الذي يعتمد على النفط لتمويل أكثر من 90% من إيراداته، إذ تمر معظم صادراته عبر الأراضي السودانية وخطوط الأنابيب ومنشآت هجليج ومناطق مجاورة. وقد يؤدي توقف العمليات إلى تباطؤ الإنتاج وتراجع الإيرادات في جوبا، ما يزيد الضغوط على اقتصاد يعاني أصلاً من هشاشة وتحديات إنسانية متفاقمة.

ويحذر خبراء اقتصادات الطاقة من مخاطر امتداد الصراع السوداني إلى البنى التحتية الحيوية المشتركة بين البلدين، مشيرين إلى أن استهداف منشآت نفطية يهدد الأمن الطاقي في الإقليم ويعقّد جهود الاستقرار السياسي. ومن المتوقع أن تعقد الخرطوم وجوبا مشاورات فنية ودبلوماسية خلال الأيام المقبلة، بالتنسيق مع شركات النفط العاملة، لتقييم الموقف وتحديد خطوات المرحلة المقبلة.

Exit mobile version