اقتصاد

السودان ومجموعة بريكس

د. هيثم محمد فتحي
تعد مجموعة بريكس BRICS صاحبة أسرع نمو اقتصادى بالعالم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، بجانب مصر و5 دول جديدة، وأصبح  اسم المجموعة بريكس بلس بعد انضمام مصر و5 دول لتصبح 11 دولة، حيث تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب 42 % من سكان العالم، ويمثل اقتصادات دول البريكس بلس نحو 32% من الناتج المحلى العالمى .هناك فوائد من انضمام الدول للبريكس. زيادة الصادرات لدول المجموعة .
والاستفادة من الاستثمارات الجديدة . ورفع مستوى التبادل التجارى البيني.مع التوسع فى الصناعة محليا .واستقبال أعداد كبيرة من السياح .و الاستفادة من التمويلات الميسرة من بنك التنمية ورفع مستوى اللوجستيات خاصة الموانئ والطرق البرية .
في نهاية عام 2022، بلغ إجمالي القروض التي قدمها هذا البنك حوالي 32 مليار دولار للدول الناشئة لإنشاء مشاريع جديدة للطرق والجسور والسكك الحديدية وإمدادات المياه.
وهو في الأساس هدف الصين من مجموعة البريكس. فمن خلال البريكس، تحاول الصين تعزيز قوتها ونفوذها، خاصة في أفريقيا لكي أن تكون الصوت الرائد لجنوب الكرة الأرضية.
أما بالنسبة لروسيا، القوة العالمية الكبرى الأخرى في مجموعة البريكس، فإن لديها هدف مختلف عن الصين.فتعتبر روسيا هذه المجموعة جزءا من حربها ضد الغرب، وتساعدها في التغلب على العقوبات المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا”.وعضوية إيران يمكن أن تزيد من طبيعة المجموعة المعادية للغرب .
تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، وتضم الدول المتقدمة والنامية لمناقشة المشكلات العالمية، مثل الأزمات المالية وتغير المناخ.
وتضم مجموعة البريكس العديد من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، لذلك فإن المستقبل قد يشهد عمل المجموعتين معا، قد يكون هناك تعاون لتوفير المزيد من الأموال للدول النامية لمعالجة تغير المناخ، أو للحد من قوة الدولار الأمريكي كعملة عالمية
عقبة تقف أمام دولة نامية للانضمام الى تكتل بريكس، لكن تعد شروط الانضمام إليه صعبة نسبياً، فالسودان  لا يمتلك في الوضع الراهن مقومات تعطيه أفضلية منافسة دولة متقدمة إلى “بريكس” كالبحرين مثلاً أو الجزائر، إذ إن السودان يعاني من عجز اقتصادي . أما صادراتنا فتقبع في حدودها الدنيا، والدخل القومي منخفض بشكل واضح، والناتج المحلي  ضعيف جداً لا يتماشى والمعايير التي تنص عليها بنود الانضمام الى بريكس.
لكن يمكن للسودان ان يسعى للانضمام الى بنك التنمية الجديد الذي يديره تجمع البريكس فقد تكون الخطوة هي الأمثل للسودان بتقديم طلب انضمام الى البنك أولاً، الأمر الذي يزيد من فرص السودان لاحقاً ربما في عضوية بريكس، من خلال القروض التي يقدمها هذا البنك للدول النامية للمساهمة في إعادة إعمار بنيته التحتية.
ووفقًا لنهج بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس فإن مشاركة السودان  في المستقبل ستؤدي إلى المساعدة الماليّة والفنيّة للبنك ومنح القروض الميسرة من دون الشروط الأكثر صرامة التي يفرضها صندوق النقد الدولي عادة. وبالنظر إلى الاحتياطيات الأجنبيّة المحدودة للسودان وتدفقات العملات الأجنبيّة، فمن المفترض أن تُعوّض ميزانية أهداف التنمية المستدامة من خلال الحصول على قروض أجنبيّة. ولذلك، فإنّ الوجود في دول بريكس يمكن أن يكون فرصةً لتطوير التّجارة مع الاقتصادات الناشئة، وتسريع النّمو الاقتصادي، وفتح أسواق جديدة، وتوقيع اتفاقيات تجارية جديدة، والاستثمار الأجنبي المباشر للسودان .
لطالما امتلك السودان موقعاً جيوسياسياً يجعله حليفاً مثالياً وصلة وصل بين القارات، وقد يكون تكتل بريكس مهتماً بموقع السودان ضمن سياق طموحات الصين لإنعاش حزام التجارة (طريق الحرير) ، ما يزيد منقوتةالتفاوضيّة الدولية، والتعاون بين بلدان الجنوب والتّعددية وطموح السودان في أن تصبح لاعبًا رئيسًا. كما سيساعد في إعادة تشكيل اقتصاد أفريقيا. ولذلك، يمكن لعضوية البريكس أن تساعد في التغلب على القضايا الداخلية في السودان والحفاظ على استقرار سياسي مفيد. سوق يضم 45 مليون شخص وإمكانات هائلة غير مستغلة، وما يقرب من 40٪ من السكان تحت سن 18 عامًا يمثلون فرصة لوجود دول البريكس الأخرى مع التركيز على العمالة السودانية الفعالة في التكلفة وإمكانات التصنيع التّصديرية بوصف أنّ اقتصاد السودان يرتقي في سلسلة القيمة ويصبح أكثر تكلفة. وتستمر العلاقة الطويلة الأمد بين الصين وإلسودان منذ أكثر من 50 عامًا، في حين تعد الشراكة الشاملة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين أساسًا قويًا للنمو والتجارة. وتعدُّ الصين ولا تزال، أكبر شريك تجاري للسودات ومصدر للاستثمار فيها منذ سنين. وقد زادت الحصة النسبيّة للواردات من الصين وزادت قدرة الصين على إنتاج السلع السودانية .
ومنظمة بريكس منظمة اقتصادية عالمية لتبادل المنافع بين الدول المشتركة بها،
لذلك علي السودان الترحب بأي عمل يؤدي إلى الاستقرار الاقتصادي العالمي وتحسين مستوى الشعوب. وان يشارك في أي منظومة اقتصادية يجد فيها منفعة له وان يختار الوقت المناسب لذلك. وان يتعاون مع كافة الدول وفق مصالحه وبما يحقق المشاركة في استقراره وتنمية موارده الاقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى