تقارير

السودان.. تغيير دائم في المناخ أم خريف بمعدلات عالية؟

الأحداث – تقرير

” استعدوا لأمطار من “الكوع للكوع” وتغيير في المناخ يعود بالمنطقة لمائة عام للوراء، لقد دخلنا مرحلة اللاعودة في المناخ”.

هكذا كانت تحذيرات المختصين لمواطني الشمالية فيما يتعلق بالتغير في المناخ، وسرعان ما هطلت أمطار غير مسبوقة خلال الأيام الماضية في الشمالية الكبرى “ولايتي نهر النيل والشمالية” تسببت في دمار كبير في منازل المواطنين والمزارع والحقول؛ مما أثار المخاوف لدى مواطني الولاية الذين لم يألفوا هذا النوع من الأمطار المتواصلة. فما الذي يحدث؟ هل هنالك تغيير في المناخ بدأ يحدث في هاتين الولايتين؟

تغييرات مناخية

تعتبر قضية تغير المناخ على رأس التحديات التي تواجه العالم حاليًا. وسبق وأثيرت مرارا في الشمالية في أعقاب التغير الذي بدأ ظاهراً، وأدى إلى هطول أمطار ثلجية على محلية مروي في وقت سابق.

وبينما يعزو الكثيرون هذا التغير المناخي في هذه المناطق إلى سد النهضة، فإن الخبراء المختصين لهم رأي آخر.

يرى الخبير في المنظمة الدولية للأرصاد مكتب إفريقيا، أبوبكر صديق محمد صالح، أن ما يحدث في الشمالية الكبرى يعد تغييراً في المناخ، وليس مجرد خريف بمعدلات عالية.

كما أن صالح نفى في الوقت ذاته وجود تأثير لسد النهضة علي التغيير في المناخ بالولايات الشمالية والسودان عموما.

وأوضح صالح في حديثه لـ«التغيير» قائلاً: “منذ أعوام بدأت ملامح التغيير في بالشمالية بزيادة معدلات هطول الأمطار.

ولفت إلى أن هذا التغير كان واضحاً من خلال التأثير في نضوج ثمار البلح الذي يعد المحصول الرئيسي في الولاية الشمالية.

وأوضح أن هطول الأمطار الشديد أثر أيضاً في منازل المواطنين الطينية التي لم تُصمم على تساقط الأمطار الشديد.

وأضاف “هنالك تغيير أو انتقال في معدل هطول الأمطار من الجنوب للشمال” وأوضح الخبير قائلاً “هنالك تغيير في حزام المطر شمالا. ودلل على ذلك بأن مدينة أبو حمد سجلت “140” مليمتراً في يوم واحد.

وزاد: هذا المعدل الكبير لهطول الأمطار هناك يمكن أن يكون معدلاً لعامين أو أكثر في المعتاد تاريخيا بالمنطقة، مشيراً إلى أن الأمطار امتدت شمالاً حتى مصر وأجزاء من ليبيا.

وأوضح الخبير في المنظمة الدولية للأرصاد مكتب إفريقيا، أبوبكر صديق محمد صالح، أن هنالك تغييراً عالمياً في المناخ يتسبب في زيادة قدرة الغلاف الجوي على حمل الماء.

وأردف: كلما زادت درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة تزيد قدرة الغلاف الجوي على حمل الماء بمقدار (7)%.

وأكد الخبير أن هذا الأمر بدا واضحا منذ الثورة الصناعية حيث ازدادت الحرارة بنسبة (1.3)% في الأرض “دجري سنتي قرية”. وأضاف: طبقا لذلك ازدادت قدرة الغلاف الجوي على حمل بخار الماء بنسبة (10)% غاز دافئ؛ مما يسبب احتباساً حرارياً.

وتابع: عندما يكون بخار الماء أكثر من المعتاد في الغلاف الجوي، وتنشأ ظروف ملائمة للأمطار تكون هناك أمطار عالية، مشيراً إلى أن هذا ما يحدث حاليا في السودان وكثير من دول العالم.

وأشار إلى أن الأمطار تجاوزت معدلاتها الطبيعية لهذا السبب في كل من في الصين ألمانيا وليبيا لجهة أن الرطوبة أصبحت أعلى في الغلاف الجوي لذلك عندما تنشأ ظروف الأمطار، فإنها تكون بمعدلات عالية جدا جدا.

من جهته شدد الخبير في مجال البيئة، محمد عثمان إبراهيم على ضرورة مواكبة التغييرات المناخية بإعادة تصميم نمط الحياة عامة بدءاً بمساكن المواطنين الطينية وتحويلها إلى إسمنتية أو غيرها من المواد لمواكبة التغيرات التي طرأت على المناخ، إلى جانب تعديل التركيبة المحصولية الزراعية مستقبلا من خلال دراسات علمية مكثفة تضم كافة الجهات ذات الصلة والمنظمات الإقليمية.

وأكد إبراهيم في حديثه لـ«التغيير» على أهمية النظر بعين الاعتبار لمحصول البلح باعتباره المحصول الأول في الولاية والأكثر تأثيرا بالتغيير المناخي؛ بسبب أنه محصول جاف في مناطق شبه صحراوية، والعمل على تضمين البعد البيئي في خطط وبرامج الولاية الشمالية التنموية والاقتصادية في المستقبل.

وأوضح الخبير في المنظمة الدولية للأرصاد مكتب إفريقيا، أبوبكر صديق محمد صالح، أن هنالك تغييراً عالمياً في المناخ يتسبب في زيادة قدرة الغلاف الجوي على حمل الماء.

وأردف: كلما زادت درجة الحرارة بمقدار درجة واحدة تزيد قدرة الغلاف الجوي على حمل الماء بمقدار (7)%.

وأكد الخبير أن هذا الأمر بدا واضحا منذ الثورة الصناعية حيث ازدادت الحرارة بنسبة (1.3)% في الأرض “دجري سنتي قرية”. وأضاف: طبقا لذلك ازدادت قدرة الغلاف الجوي على حمل بخار الماء بنسبة (10)% غاز دافئ؛ مما يسبب احتباساً حرارياً.

وتابع: عندما يكون بخار الماء أكثر من المعتاد في الغلاف الجوي، وتنشأ ظروف ملائمة للأمطار تكون هناك أمطار عالية، مشيراً إلى أن هذا ما يحدث حاليا في السودان وكثير من دول العالم.

وأشار إلى أن الأمطار تجاوزت معدلاتها الطبيعية لهذا السبب في كل من في الصين ألمانيا وليبيا لجهة أن الرطوبة أصبحت أعلى في الغلاف الجوي لذلك عندما تنشأ ظروف الأمطار، فإنها تكون بمعدلات عالية جدا جدا.

من جهته شدد الخبير في مجال البيئة، محمد عثمان إبراهيم على ضرورة مواكبة التغييرات المناخية بإعادة تصميم نمط الحياة عامة بدءاً بمساكن المواطنين الطينية وتحويلها إلى إسمنتية أو غيرها من المواد لمواكبة التغيرات التي طرأت على المناخ، إلى جانب تعديل التركيبة المحصولية الزراعية مستقبلا من خلال دراسات علمية مكثفة تضم كافة الجهات ذات الصلة والمنظمات الإقليمية.

وأكد إبراهيم في حديثه لـ«التغيير» على أهمية النظر بعين الاعتبار لمحصول البلح باعتباره المحصول الأول في الولاية والأكثر تأثيرا بالتغيير المناخي؛ بسبب أنه محصول جاف في مناطق شبه صحراوية، والعمل على تضمين البعد البيئي في خطط وبرامج الولاية الشمالية التنموية والاقتصادية في المستقبل.

من جانبه أكد الراصد الجوي، عوض إبراهيم، لـ«التغيير» وجود تغيير كبير في المناخ. وأشار إلى احتمال أن تصبح الأمطار طوفانية قد تتجاوز معدلات عامي 1998 و1994. وأضاف “ربما تكون الأشد منذ بدايات السجلات المناخية”.

وحذر قائلاً “دخلنا مرحلة اللاعودة في المناخ. علي الجميع الاستعداد لمواجهة السيول وكميات الأمطار الكبيرة جدا”.

وكان الراصد الجوي، المنذر أحمد الحاج، حذر على صفحته بـ”فيس بوك” مواطني الشمالية من أن دورة المناخ ستعود إلى ما قبل مائة عام.

ودعا الحاج مواطني ولايتي الشمالية ونهر النيل لأخذ الحيطة والحذر من أمطار قد تستمر لشهر كامل بغزارة.

كما حذر المواطنون من احتمال استمرار هطول الأمطار لأعوام؛ مما يتطلب تغيير بناء من المنازل من الطين إلى مواد ثابتة وقوية.

تأثير سد النهضة

وأكدت دراسة مقارنة للنماذج الإقليمية، وأثر تغيير الغطاء النباتي أعدها الدكتور مدثر عبد الله زروق، بمركز البحوث الهيدروليكية بوزارة الري والموارد المائية، أنه، حتى لو تضاعفت مساحة سد النهضة لأكثر من عشر مرات، فإن تأثير ذلك سيكون محلياً ومحدوداً، داخل إثيوبيا فقط.

وأوضحت الدراسة أن أي انخفاض طفيف في درجات الحرارة في بحيرة السد أو زيادة طفيفة للأمطار في بحيرتها بالنظر إلى مساحة سد النهضة في أعلى منسوب لها وما يمثله السد من مساحة في النماذج المناخية الإقليمية والنماذج المناخية العالمية، فإن مساحة الخلية الواحدة في النماذج العالمية تساوي ما بين 9 إلى 81 ضعف مساحة سد النهضة.

وفي النماذج المناخية الإقليمية، وفقا للدراسة تساوي مرة ونصف ضعف مساحة سد النهضة، وهذا يدل على أنه لا يوجد أي تأثير يذكر على مناخ السودان من سد النهضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى