الاحداث – وكالات
برز تطور لافت في مسار الحرب السودانية بعد كشف تقارير أميركية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ خطوات “قوية” تجاه النزاع في السودان، من بينها تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية وفرض عقوبات ثانوية على الإمارات لدورها في دعم الميليشيا، وفق ما نقلته شبكة PBS وموقع Responsible Statecraft.
التحركات السعودية جاءت خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن الأسبوع الماضي، حيث تركزت الزيارة على صفقات استثمارية ضخمة وصفقات تسليح، غير أن ملف السودان برز كقضية أمن قومي ملحّة للمملكة، التي تخشى من تداعيات انهيار الدولة السودانية على أمن البحر الأحمر واستقرار المنطقة. وتشير التقارير إلى أن الرياض باتت ترى في “قوة مركزية” بقيادة الجيش السوداني الضامن الوحيد لمنع تفكك السودان وانتشار الفوضى عبر حدودها البحرية.
يأتي ذلك بعد سقوط مدينة الفاشر في دارفور بيد قوات الدعم السريع عقب حصار استمر 18 شهراً، وما رافقه من تقارير أممية عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وفظائع ذات طابع عرقي. وقد أثارت تلك الانتهاكات موجة غضب دولية متزايدة، كما دفعت واشنطن لإعادة تقييم دور القوى الإقليمية في الحرب، ولا سيما الاتهامات المتكررة للإمارات بتزويد الدعم السريع بأسلحة وطائرات مسيّرة، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي.
وتزامنت التحركات السعودية مع مؤشرات أميركية على نفاد الصبر من استمرار الدعم الخارجي للمليشيا، إذ لوّح وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو بضرورة “قطع السلاح والدعم الذي تحصل عليه قوات الدعم السريع”، فيما حاول مشرعون ديمقراطيون تمرير مشروع قانون لتعليق مبيعات السلاح للإمارات إلى حين توقفها عن دعم الدعم السريع، قبل أن يتم تعطيله.
ويرى مراقبون أن الدور السعودي المتقدم يعكس تغيراً حقيقياً في ميزان القوى داخل الخليج تجاه الحرب السودانية، مع اتساع الفجوة بين الرياض وأبوظبي حول مستقبل السودان، وتحوّل واشنطن إلى ساحة نفوذ يتنافس عليها الطرفان لصياغة خواتيم الحرب.
