الزرق.. ولولة المليشيا وفزع الداعمين
الطيب قسم السيد
وصفت بعض التقارير و الأخبار عبر المواقع و المنصات والقنوات المتعددة، الضربة الموجعة التي وجهت من الجيش السوداني وحليفته القوات المشتركة، ما أعلنه الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، أمس، بشأن سيطرة الجيش والقوات المشتركة، على قاعدة الزرق العسكرية بشمال دارفور، والقواعد والبلدات والارتكازت المحيطة بها، بأنها الضربة الأكبر والأوجع والأكثر تاثيراً على المليشيا الإرهابية المتمردة، لفداحة مالحق بأفرادها، وآلياتها وعتادها، بالقاعدة، وهي الموقع الإستراتيجي المحصن من قبل المليشيا، الذي يضم مخزونها الاستراتيجي من الأسلحة والذخائر ، وصنوف العتاد العسكري واللوجستي، منذ بداية الحرب.
وتنوعت تقديرات المتناولين في الإشارة لحجم ونوع ومدى التأثير الذي سيحل وفقها، بمليشيا الدعم السريع، وعن ما يصدر من ردات فعل غرف إعلامها التي درجت عبر خطابها الموتور، على صرف الناس عن مادرجت على تلقيه المليشيا، من ضربات عسكرية موجعة وهزائم ظلت تُمنى بها منذ انتقال الجيش السوداني إلى مراحل متطورة متقدمة في حربه على مليشيا الشتات والعمالة والارتزاق.
والملاحظ أيضاً أنه حتى بعض القنوات الفضائية المعروفة بانحيازها البين للمليشيا وداعميها،، لم تقو على تجاهل الحدث هذه المرة ، بل إن بعضها أورده بصياغ، تستشف من إيقاعه ونبرته مسحة تقارب حالة الاندهاش والذعر.. في وقت كان يدرك فيه الكثير من المتابعين لأزمة الحرب المفروضة على شعب السودان وجيشه، ما تمثله تلكم القاعدة من أهمية استراتيجية، كمنفذ على المثلث الحدودي بين السودان وشاد وليبيا. و رافد مهم ومدخل تنقل عبره أدوات القتل والترويع والتهجير والتدمير التي طالت وتطال، دولة السودان وشعبها ومؤسساتها.
ومشى بعض المحللين المعروفين بعمق تحليلاتهم ، بربط الحدث بالمرجعيات المتعلقة بالمخططات التي تجري في الواقع بما يسود وينعقد من شراكات بين الضالعين والفاعلين الحقيقين، وراء ما يطرأ من مستجدات ومايمس تلكم الشراكات؛ و استعرض بعضهم ما قد ينعكس عليها، ومنهم من ألمح للشراكة المكشوفة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الإقليم المساهمة في إشعال الحرب الدائرة الآن والمفروضة على السودان لاستهداف ثرواته وموارده، وأهمية موقعه وبعد ثقافته العربية الإسلامية الأفريقية.
ورغم ما نشر وبث وصيغ عن استيلاء الجيش السوداني والقوات المشتركة على تلكم القاعدة االعسكرية، المهمة، والذي تزامن مع انتصارات أحرزها الجيش السوداني ومساندوه في جميع المحاور والجبهات، و الأخري الوشيكة التي يعد لها الآن، إلا أن الاستيلاء على قاعدة الزرق و تأمين محيطها، يشكل الضربة الأقوى و الأوجع، التي تلقتها المليشيا، منذ اندلاع الحرب. فهي تبعث على التأكيد والتسليم بأن السيطرة على تلك القاعدة تعني، كما أشار الكثيرون، بداية النهاية لمليشيا. الدعم السريع الإرهابية المتمردة.
نقلا عن “المحقق”