تقارير

*الذهب.. فرس رهان الاقتصاد السوداني* 

تقرير – رحاب عبدالله

يعد معدن الذهب أحد أسباب اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 بإعتباره أحد موارد البلاد التي كانت هدفا لمطامع دول رأسمالية، ويعتبر السودان أحد أهم منتجي الذهب في افريقيا والثالث عشر بين البلدان المنتجة للذهب في العالم، وينتج منه السودان أكثر من 100 طن سنويا، وفاق انتاج الذهب في سنوات الحرب انتاج سنوات الاستقرار رغما عن اختصاره على ستة ولايات فقط، فضلا عن أيلولة ست شركات كانت تتبع لمليشيا الدعم السريع إلى الحكومة وتعمل الآن تحت إشراف وزارة المالية.

*احتياطي ضخم*

ويبلغ الاحتياطي التعديني المكتشف وفقا لمدير شركة الموارد المعدنية الاسبق د.مجاهد البلال حوالى 1500 طن، ،ويؤكد مسؤولين أن أكثر من ربع مساحة السودان مشغولة بالتعدين التقليدي والذي تتحدث التقارير الرسمية عن أن احصاءات ممارسيه لا تقل عن مليون وأربعمائة ألف معدن، ويعتبره خبراء عالميون أنه أكبر مجمع للتعدين التقليدي في العالم. وبالاستقراء وبتجميع المعلومات وإكمالها، فإن الاحتياطي الجيولوجي السوداني من الذهب، يعد من أكبر الاحتياطيات في العالم.

*نهر النيل والشمالية*

وتعتبر ولايتي نهر النيل والشمالية من أكثر المناطق المنتجة للذهب في السودان وترفد الخزانة الحكومية بحوالي 750 مليون دولار سنويا.

*الانتاج في زمن الحرب*

وكشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية أن حجم الانتاج التقليدي 36.73 طن مع ملاحظة أن هذا الإنتاج محصور في عدد ست ولايات بعد الحرب مقارنة بنحو 14 ولاية قبل الحرب، أما إنتاج شركات الامتياز فسجل 4.24 أطنان أما شركات المخلفات فبلغ 3.62 أطنان ليصبح إجمالي الإنتاج خلال الفترة من يناير حتى 31 سبتمبر 2024( 44.59) طن، و بالمقارنة مع العام 2022 الذي كان الإنتاج فيه يغطي عدد 14 ولاية كانت جملة الانتاج 22.14 طن أي أن هذا العام شهد ارتفاع الانتاج بنسبة 100% عن العام الذي سبق الحرب رغم تقلص عدد الولايات المنتجة إلى ست ولايات.

وفي العام 2024 بلغ إجمالي الإيرادات: 229.369 مليار جنيه وهذا إجمالي الإيرادات في ست ولايات خلال التسع أشهر الأولى من العام 2024، ومقارنة بالعام 2022 كان حجم الإيرادات مجتمعة114.77 مليار جنيه، أي أن الزيادة بلغت 99.8% في العام 2024.

وأكد الخبير الاقتصادي د.محمد الناير أن الذهب يستطيع المساهمة بصورة أكبر في الاقتصاد السوداني خلال المرحلة المقبلة غير أنه نبه لأهمية الحد من عمليات التهريب والتي بلغت وفقا لاخر تصريح من شركة الموارد المعدنية نحو 40% من الذهب المنتج.

وتوقع د.شوقي عزمي في حديث سابق ل(الأحداث) عقب انتهاء الحرب وتوفر العزيمة للتحكم في قفل مسارات التهريب ووضع سياسات رشيدة، تمكن الدولة من وضع يدها على حصائل الصادر، وفي ذات الوقت تشجيع المنتجين على زيادة حجم إنتاج الذهب والاستفادة منه في التصكيك وصناعة الصناديق السيادية بالتعاون المشترك بين الدولة والقطاع الخاص.

*استمرار صادر الذهب إلى الإمارات*

ورغما عن التوترات السياسية بين السودان والإمارات، والاتهامات التي تلاحق الإمارات بدعم وتمويل مليشيا الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني،  الا أن تصدير الذهب للامارات ما زال مستمراً وذلك بإقرار وزير المالية د.جبريل ابراهيم الذي أكد قبل أشهر أنّ جزءاً من صادر الذهب لايزال يتم تصديره إلى دبي رغم توتر العلاقات مع دولة الإمارات بسبب رغبة بعض مصدري القطاع الخاص في ذلك، مشيرا إلى سعي السودان إلى إيجاد بدائل وأسواق جديدة في هذا الصدد، وتوقع حدوث تحول كبير في هذا الشأن في القريب العاجل.

فيما أكدت الشركة السودانية للموارد المعدنية فتح سوقاً في قطر وسلطنة عمان وتسعى لفتح أخرى بدلاً عن سوق واحد في الامارات لكنه أكد أن هنالك تسهيلات مطلوبة في إجراءات التحويلات ومطلوب من التجار والمصدرين فتح نوافذ خارجية، وأشار لسعيهم لفتح سوق في الهند ومصر .

وكشف مسؤول حكومي ل(الأحداث) عن حدوث تحول كبير فيما يتعلق بصادر الذهب إلى دبي في القريب العاجل، مشيراً إلى سعي السودان إلى إيجاد بدائل وأسواق جديدة في هذا الصدد.

وكشف رئيس سلطة أسواق المال بالسودان السابق د.شوقي عزمي عن مضى السودان في إجراءات رسمية لإيقاف صادر الذهب إلى الامارات وإيجاد أسواق بديلة .

وأكد عزمي في حديثه ل(الأحداث) إمكانية إيقاف صادر الذهب السوداني إلى دبي، مبيناً أن الصادر مرتبط بالحصول على تصديقات وهي تشتمل على أسم الدولة المصدر لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى