الدقير.. فن إدارة الصراعات السياسية بـ (الفهلوة)

تقرير – الأحداث

هل تغيرت المواقف مع دخولنا العام الثالث للحرب وبدأ البعض يقلب أوراقه وخياراته بعد تصريحات رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير التي قال فيها إنهم على استعداد للجلوس مع الحركة الاسلامية والدخول معها في حوار لو أعلنت رغبتها في حل سياسي سلمي للأزمة السودانية ودعت لتكوين جيش مهني واحد أم هي مناورة من مناورات القوى السياسية التي ذهبت في اتجاه الحياد حيناً وموالاة المليشيا غالباً ما أدخلها في ورطة الدخول في مواجهة مع الشعب السوداني الذي اكتوى بنيران المليشيا ودفع ارتالاً من الشهداء المدنيين الذين قتلوا بسبب نهم المليشيا للقتل والسحل والنهب والاغتصاب ولان هذه القوى أصبحت الان تحت مجهر السودانيين الذين يرون أنها خذلتهم واصطفت مع العدو فإن خبر الدقير يبدو غريباً في ظل اصرار الحزب على موقفه الموالي للمليشيا والمساند لها والناقد للجيش ويبدو غريباً بالنظر إلى سردية المليشيا التي ظلت تعتمد عليها في التعامل مع كل ما يحدث في السودان باعتباره من أفعال الكيزان والحركة الاسلامية.. الواقع الان يقول إن هذه القوى المنخرطة في صمود فقدت ثقة الناس وأصبحت في كثير من الاحيان منصة يصب السودانيون يومياً غضبهم عليها باعتبارها موالية للمليشيا حتى بعد انقسامها بين حكومة تأسيس وصمود حمدوك تبقى مواقفها أقرب للمليشيا من الجيش فهي لا توجه مع كل ما ارتكبته المليشيا بحق السودانيين لا توجه لها اتهامات مباشرة لكنها توجه اتهامات مباشرة للجيش والقوى التي تحارب معه وتردد هذه الاتهامات صباح مساء ولا تتورع عن الخوض في أي مسار قد يقود لخسارة الجيش الحرب واستيلاء المليشيا على البلاد مع علم الجميع ان المليشيا لو استولت على الحكم في البلاد فانها ستعمل على قتل أو تهجير السكان واستقدام مستوطنين من دول تشاد والنيجر وافريقيا الوسطي ومالي كما يحدث الان في دارفور وربما ستغير اسم البلاد فكيف يقبل السودانيون معادلة كهذه وهل من المنطقي أن يكون من ساند هذا الفعل سودانياً بكامل أهليته وهل موقف كهذا يحسب سياسياً كموقف فقط دون حساب لان من ساند المليشيا أسهم فعليا في اطالة الحرب ولطخ يده بدماء الناس الأبرياء الذين قتلوا على يد المليشيا.
يتساءل د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان لماذا يكرهون الجيش؟ لانه وقف امام المليشيا وقاتلها … ماذا لو لم يقاتل الجيش؟ لو سلم البلاد للجنجويد من الذي سيحرر المدن ويقاتل ام نتركها للمليشيا؟) وأضاف (هؤلاء يرون أن أي جهة تحارب الجنجويد عدو وهو موقف متناغم تماماً مع الجنجويد واهدافهم هي نفس اهداف الجنجويد لذا تحالفوا معهم على أمل أن تعيدهم بندقية المليشيا للسلطة)، وتابع (هل هذه قوى مدنية ديمقراطية انظر لتجربة حكمهم الان في الفاشر التي يقودها أعضاء من صمود هل هذه هي الديمقراطية والمدنية التي يعدون بها الشعب السوداني؟) وقال (ثم لو كان هذا هو رأيهم في المليشيات لماذا تحالفوا مع الدعم السريع ومجدوه وتحالفوا مع الحلو اليست مليشيات؟) وأضاف (لا يمكن قراءة ما يقوله الدقير أو اياً من أعوانه في سياق التحولات بل في إطار مناورات فقدت معناها مع الوقت وأصبحت طريقة ادارتهم لها عتيقة ولا اعتقد أن الحركة الاسلامية أو السياسيين في السودان سيلقون بالاً لما يقوله الدقير أو غيره لقد تجاوزهم القطار كما كان يقول الراحل علي عبدالله صالح).
ويعتقد الاكاديمي والمحاضر بالجامعات السودانية واستاذ العلوم السياسية د.بكري محمد السر أن السردية التي يعتمد عليها هؤلاء في مواقفهم مبنية على عداءهم للحركة الاسلامية لذا لا أتوقع أن يتخلوا عنها قريباً بالنظر إلى ما أفرزته الحرب من متغيرات جعلت مواقفهم أقرب إلى المليشيا من الموقف الوطني لعموم السودانيين لذا من الصعب عليهم الان أن يتراجعوا وأن يحاولوا العودة عن مشروعهم) وأضاف (اما أن يواصلوا مع المليشيا ويحدث لهم ما يحدث لها أو يتركوا العمل السياسي بحيث يدار انقلاب ما داخلهم بترتيب معين يأتي باخرين لمواقفهم مختلفة ومتسقة مع الموقف الوطني للسودانيين وهذا على الأرجح ما ستلجأ له أحزاب كثيرة مواقفها تباعدت مع الخط الوطني وأصبحت في موقف المتهم احياناً والمذنب بحق الناس غالباً وسيتم الترويج إلى أن المواقف الداعمة للمليشيا كانت أراء بعض القيادات التي اختطفت الحزب هذا سيحدث وانتظر لترى كيف تدار الصراعات السودانية عبر الاحزاب بالفهلوة) حمدوك نحن لا ندعي اننا نمثل الشعب السوداني فنحن أكبر تجمع مدني فيه أحزاب سياسية ونقابات ولجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني اتخذنا خيارات صعبة في الفترة الانتقالية وكانت ضد شعبيتي أنا لا أهتم بشعبيتي بل بمصلحة الشعب.

Exit mobile version