رأي

الخطر القادم بعد تقدم الجيش.. حرب الوكالة وحرب الجيل الرابع والخامس

عبدالعزيز يعقوب – فلادليفيا


(1)
فن الحرب كتاب القائد الصيني “صن تزو” وهو جندي وقائدا عسكريًا حقق انتصارات ضخمة للصين قبل ٦٠٠ عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام، واعتبر كتابه فن الحرب “The Art Of The War” مرجعا عسكريا مهم حتي معارك عاصفة الصحراء ضد العراق اذ حرص قادة الجيش الامريكي ان يحمل كل فرد من أفرادهم المشاركين في هذه المعارك نسخة من هذا الكتاب المترجم.
من اقول القايد الصيني “صن تزو” “إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فلن تخشى نتيجة مائة معركة . وإذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فسوف تعاني من الهزيمة مع كل انتصار تحققه. وإذا كنت لا تعرف عدوك ولا تعرف نفسك، فسوف تستسلم في كل معركة.”
(2)
المعركة المفروضة علي الشعب السوداني وقواته المسلحة هي ليست وليدة لحظة تحرك القوات المتمردة للدعم السريع لمدينة مروي ومحاصرة المطار ومخالفة تعليمات القيادة يوم ١٣ ابريل، وإنما هي سلسلة من الإجراءات لسنين طويلة سابقة حتي لفترة الانقاذ ولاهداف طويلة المدي لقوي الشر، ويمكن لاي شخص يقرأ التاريخ بتجرد يستطيع ان يتابع هذه الإجراءات ضد شعبنا وبلادنا بغض النظر من يحكم “عبود ، نميري ،الصادق المهدي، البشير ، حمدوك” ومثال صغير جدا وقريب لماذا لم يدعم المجتمع الدولي حمدوك ؟ ولماذا لم تدعم الأمارات حمدوك وهو كان يحتاج الي ٤ مليار لتحقيق العبور مع أننا جميعا نري حجم الدعم للحرب الذي يفوق ملياراته الاربع!!!
(3)
الحرب ليست محببة الي النفس الانسانية، والطريقة الاستعمارية القديمة في المواجهة المباشرة والتدخل بقواتهم امر غير مرغوب فيه ويحمل تناقضات تثير الغضب الشعبي المحلي علي حكومات تلك الدول، ويحدث خساير بشرية ومادية، ولن تحون خيار في المستقبل، ولكن يمكن ان تكون حرب بالوكالة من دول الاقليم والحوار وهذه ستكون المرحلة القادمة فيما يدور في المنطقة العربية وفي بلادنا . اما ما يعقب حرب الوكالة اطلق عليها بحرب الجيل الرابع والخامس، الجيل الرابع هو اصلاحا لهدم الدولة والبلد من الداخل، و خلق تناقضات ما بين الدولة والمجتمع، ومن ثم تعطي الفرصة للتدخل الدولي واملاء الشروط، اما حرب الجيل الخامس فتعتمد علي احتلال العقول وليس الارض وتحويل العقول لادارة العنف وتقسيم المجتمع الي جماعات.
علي شعبنا واحزابه وقيادته العسكرية والسياسية الحيطة واليقظة والحذر وليعلموا باننا مقبلون علي تدخل اجنبي بالوكالة لا محالة بعد خسائر قوات التمرد، فلابد الشعب ان يكون اكثر وحدة وتقارب وتماسك واستعداد.
نواصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى