الخرطوم حرة .. و بعد!

 

محمد وداعة 

تسريبات شغلت المراقبين تفيد بأن الامارات بدأت فى مراجعة (مشروع) استلام السلطة بالقوة فى السودان

كل الحيل لم ولن تنطلي على السودان ولن يخضع أحد لاي تضليل ولن يقبل بقاء المليشيا في المشهد السوداني.

القوى السياسية والمدنية يجب أن تكون قادرة على تقديم رؤية لمرحلة ما بعد الحرب

الحوار السوداني – السوداني وعقد المؤتمر الدستوري، آليات متفق عليها بين غالب القوى السياسية و المدنية

أوضاع اليوم التالي للحرب لا تتحمل الفراغ، أو (والله ، الحرب دى وقفت فجأة ) ،*

جاء هبوط طائرة السيد رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة السودانية في مطار الخرطوم وانتقاله بعربة (غير مصفحة) للقصر الجمهورى ليعطي يقينآ اضافيآ أن الخرطوم تحررت، وأن الأمر ليس مجرد تواجد للجيش فى باحة القصر ، و تزامن ذلك مع تمدد الجيش و بسط سيطرته على مناطق و أحياء جنوب وشرق الخرطوم بما فى ذلك معسكر طيبة ، ليقف دليلآ مؤكدآ أن مليشيا الدعم السريع تلقت هزيمة نكراء ، خاصة وأن تحضيراتها لاعلان حكومتها الموازية أوشكت على الانتهاء ،

تسريبات شغلت المراقبين تفيد بأن الامارات ربما بدأت فى مراجعة (مشروع) استلام السلطة بالقوة فى السودان ، خاصة بعد الانتصارات و المكاسب الاستراتيجية التى حققتها القوات المسلحة السودانية ، وعناد و جسارة الشعب السوداني وشجاعته ووقوفه بحزم الى جانب القوات المسلحة فى رد العدوان والمحافظة على سيادة البلاد ووحدتها ارضآ و شعبآ ، ولعل فى الامر مناورة او مشروع تآمر جديد ، الثابت ان كل الحيل لم تنطلي على السودان و لن يخضع احد لاى تضليل و لن يقبل بقاء المليشيا فى المشهد السودانى ،

الحرب توشك أن تضع اوزارها ، والبلاد تستشرف عهدآ جديدآ ، وعملية سياسية تستند على الحوار و التوافق بين كل مكونات الشعب السودانى ، هذا يستدعى بالطبع ان تكون القوى السياسية و المدنية قادرة على تقديم رؤية لمرحلة ما بعد الحرب ، و على الاخص كيفية اعادة البناء و الاعمار ، و عودة النازحين الى ديارهم و توفير الخدمات و استعادة الشعور بالامن و السلام ، و من ثم استعادة العملية السياسية ،

هناك مبادرات تم تقديمها فى الاسابيع الماضية حول ابتدار حوار سودانى – سودانى ، داخل السودان و بادارة سودانية ، والتحضير لعقد مؤتمر دستورى لا يستثنى احدآ للاتفاق على القضايا الخلافية و تضمين ذلك فى عقد اجتماعى جديد ، يترجم الى دستور دائم مستفتى عليه ، اوضاع اليوم التالى للحرب لا تتحمل الفراغ، أو (و الله ، الحرب دي وقفت فجأة ).

Exit mobile version