تقارير

الخرطوم تنهض من تحت الركام (3-3)

قلت في الحلقة الثانية من التقارير إن الخرطوم نهضت من تحت الركام من بوابة الأمن وتدفق المياه وعودة المستشفيات والمراكز الصحية بقدر يكفي تعداد السكان بوضعهم الراهن، و تسارع وتيرة انتظام المدارس والجامعات والأسواق ومواقف المواصلات
معالم النهضة:

نهضت الخرطوم بالجهد الرسمي والجهد الشعبي مسنوداً بالعمل الطوعي الدولي والمحلي والمهارات الفردية هنا وهناك، إلى جانب حضور القوات المسلحة من كل إتجاه
التدافع:
والمراقب لحالة الخرطوم هذه الأيام يلحظ تدافع السكان في الأحياء التي دخلتها خدمات الكهرباء بما يعني إن عودة الكهرباء تعني تشجيع المواطنين بالعودة إلى ديارهم وتعني تراجع الجريمة والسرقات وتعزيز الأمن كما هو الحال في الكلاكات وأبو آدم والشجرة والحماداب ومربعات في الصحافة وإركويت وجبرة ويثرب وغيرها
ملف الكهرباء:

على الرغم من الجهد المبذول لاستعادة خدمات الكهرباء، إلاّ إنه من الواضح إن المساحات التي تحتاج إلى أن تشملها التغطية ما تزال كبيرة،
إذ هناك أحياء مثل اللاماب بحر أبيض و الرميلة ماتزال تعيش في الظلام وتعتمد على مجهود الخيرين الذين وفروا طاقات للمساجد وإنارة عدد من الشوارع
اللاماب بحر أبيض المقابلة للمدرعات، والتي قدمت عشرات الشهداء واستهدفتها المليشيا بالتدمير الممنهج والسرقات المتواصلة.
المظهر العام:

هناك أماكن ازدخام السكان في الرميلة واللاماب بحر أبيض ماتزال بعيدة عن خدمات الولاية إذ ماتزال الأعمدة والأسلاك على الأرض تنتظر مَن يقوم بإماطتها عن الطرقات.
المظاهر السالبة ماتزال ماثلة فعربات الكارو تحوم محملة بالأحطاب وبعض ممتلكات المواطنين وفيها كل ما خف وزنه، محمولاً في شوالات.
هواجس:

ومع التدخلات التي أجرتها أجهزة الرقابة وحماية الأراضي الحكومية بإزالة المساكن العشوائية تنامت هواجس الخوف عن مصير سكان تلك المناطق إن لم تستعجل حكومة الولاية في إيجاد البدائل والتعوضيات بموجب القانون، فالمراقبة وحدها لن توقف السكان العشوائي.
صحة البيئة:

وفيما يلي البيئة واضح أن مجهوداً بذل في تنظيف مصارف المياه وإزالة الحشائش والسيارات ومخلفات الحرب، غير أن صحة البيئة تشكل ثغرة تحتاج إلى مضاعفة الجهد لردمها، إذ مايزال البعوض يتهدد الناس في الفضاء وداخل المساكن والأحياء ليلاً ونهاراً وبدأت الحميات تنتشر من جديد
نبض الحياة:

حركة البيع والشراء والعودة التدريجية للبنوك جعلت العملية التجارية تنبض بالحياة خصوصا في مناطق الكثافة السكانية والأسواق كما هو الحال في أسواق السجانة الشجرة
التكافل:
من المظاهر الإيجابية التي أفرزتها تجربة الحرب وتؤكد التماسك الأسري هي التسابق في التكافل الاجتماعي والشعبي بعدد من الأحياء بالخصوص أحياء البراري، الحماداب، الامتداد، والصحافة، اللاماب ناصر، اللاماب بحر أبيض، الشجرة، و الرميلة والقوز وغيرها.
مناظر جديدة:

ومن المناظر المبهحة انخراط الشباب والشابات في مشروع النقد مقابل العمل الذي تموله أحدي المنظمات الدولية، وبالمقابل فشلت المحليات في حشد طاقات الشباب فيما يلي نظافة الأحياء ومساعدة إدارات الكهرباء الانتظام في الحراسات الليلة ومساعدة الشرطة المجتمعية
آخر القول:

وأخيرا يمكن القول إن الخرطوم نهضت من تحت الركام وتنتظر السلطات الحكومية جهداً مضاعفا بإعادة وضع الأولويات على أرض الواقع.
نقلا عن المحقق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى