رأي

الحزب الاتحادي الأصل.. تاريخ ناصع ومستقبل يحتاج إلى وحدة الصف 

 

د. عبدالله المحجوب أحمد

الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ليس مجرد كيان سياسي بل هو جزء أصيل من تاريخ السودان ونضاله من أجل الاستقلال والديمقراطية. قدم الحزب عبر مسيرته الطويلة أدوارا وطنية لاتنسى واسهم في بناء الدولة السودانية برؤية تقوم على الوحدة والتنوع والعدالة

لكن اليوم ونحن ننظر إلى واقع الحزب نجد أن الخلافات الداخلية تطغى على المشهد وتضعف موقفه وتعطل مسيرته . وعندما تسأل القيادات المختلفة عن أسباب هذه الانقسامات نادراً ماتجد إجابة واضحة وكأن الجميع يتهرب من المسؤولية

 

لايمكن الحديث عن أزمة الحزب دون الإشارة إلى الظلم الذي تعرض له في عهد نظام البشير حيث صودرت أدواره وأملاكه ومرست عليه سياسة الإقصاء والتهميش في محاولة لشل فاعليته وتقزيم حضوره السياسي هذا الإخصاء السياسي الذي أستمر لسنوات أثرّ بشكل مباشر على بنيته التنظيمية وقاعدته الجماهيرية

 

السؤال الذي يطرح نفسه هل الجهات المتنفذة في الدولة راغبة فعلا في أن يستعيد الحزب الاتحادي الأصل دوره الوطني الرائد أم ان مايجري الآن من تدخلات يهدف إلى زيادة هذه الخلافات وتعميقها وتشجيع الانقسام

 

إذا كانت هناك نية صادقة في دعم الحزب ليلعب دوره الطبيعي في الساحة السياسية فإن أولى الخطوات تتمثل فى إعادة حقوقه المصادرة وعدم التدخل المخل في شؤونه الداخلية وترك أمر ترتيب البيت الإتحادي لأهله دون وصاية أو إنحياز لطرف دون الآخر

 

إن الحزب بحاجة ماسة اليوم إلى لمّ الشمل وتوحيد الجهود بعيدا عن المصالح الضيقة والحسابات الشخصية القيادات الاتحادية مطالبة بأن ترتقي إلى مستوى المسؤولية التاريخية وأن تعيد للحزب مكانته باعتباره منبرا للوطنية والاعتدال ورمزاً للوحدة

 

التاريخ لن يرحم من يضيع هذا الإرث العظيم والسودان بحاجة إلى حزب قوي موحد يسهم في حل أزماته ويقدم رؤى بناءة للمستقبل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى