أفادت مصادر عسكرية للجزيرة بأن الجيش السوداني صدّ، فجر اليوم الاثنين، هجوما واسعا لقوات الدعم السريع استهدف دفاعاته في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
ووفق المصادر، قصفت قوات الدعم السريع في ساعات الصباح الباكر أحياء بمدينة الفاشر، بينها حي الدرجة الأولى غربي المدينة، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة الإستراتيجية.
كما اندلعت اشتباكات متقطعة بين الجانبين في المناطق الشمالية والجنوبية والشرقية للمدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الفاشر تتعرض منذ أيام لقصف متكرر بالمسيّرات والمدفعية الثقيلة من قِبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وتفاقم الوضع الإنساني داخل المدينة.
نقص مياه الشرب
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تعاني من نقص حاد في مياه الشرب.
ووصفت المصادر الوضع بأنه خطير، وينذر بحدوث العطش التام بالمدينة كلها، وقالت إن أغلب آبار المياه خرجت عن الخدمة وتوقفت، إما بسبب عدم التمكن من صيانتها، لأسباب أمنية، أو لعدم وجود الكهرباء لتشغيلها، بعد أن تعرضت أجهزة الطاقة الشمسية المولدة للكهرباء للسرقة أو للتدمير.
كما وصفت المصادر الوضع الغذائي بالفاشر بأنه حرج.
وقالت إن سكان المدينة يعتمدون على وجبات شحيحة، تكلف الوجبة الواحدة، نحو 35 دولارا، وهي مبالغ لا تتوفر لدى غالب سكان المدينة، حسب قولها.
وتتعرض الفاشر إلى حصار من قِبَل الدعم السريع، منذ أكثر من 500 يوم، وخلال هذه المدة، ظلت تشهد معارك متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، ونزوح أكثر من 500 ألف من سكان المدينة للمدن والبلدات المجاورة .
ويأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه السودان حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، مما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء ما يزيد على 15 مليونًا، بحسب بيانات الأمم المتحدة، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: الجزيرة
