رأي

الجمهوريون السودانيون: بيادق الهيمنة الغربية

أحمد الشريف (أمادو)
استفقر جداً الفئة المسماة بالجمهوريين، هؤلاء، بالنسبة لي، بيادق الهيمنة الغربية.. اختفوا تماماً بعد قتل قائدهم، ولم نسمع عنهم إلا مع التبني الغربي الواسع لأزمة دارفور، أشخاص مثل القراي والباقر عفيف كانوا حينها ملكيين أكثر من الملك في دعم رواية الحركات ومنطقها، وشيطنة “الجنجويد” ثم العرب والعروبة، والآن فجأة صاروا يبرئون نفس جنجويد الأمس من كل ما اقترفوه في الجزيرة وينسبون الانتهاكات لملائكة الأمس “حركة العدل والمساواة”!
“جلابة الثقافة الشماليين” هو اللقب الذي أطلقه الباقر العفيف على مجموعة من كبار المثقفين السودانيين، شملت البروفيسور عبدالله علي ابراهيم، والطيب صالح، وخالد المبارك وآخرين. والسبب في التسمية التحقيرية هو بحسب العفيف تشكيك بعض المذكورين في صدق الرواية الغربية ورواية الحركات عن “الإبادة الجماعية” في دارفور، أو تجاهل آخرين للقصة بأكملها! فهل يمكن بهذا المنطق أن نطلق على أمثال عمر القراي “جنجويد الثقافة الشمالية” بعد تشكيكهم في انتهاكات الجزيرة. وما الاسم الذي نطلقه على الجمهوري صديق الكيان اليهودي الذي يصفق لمقتلة غزة في الإعلام العبري!
تسمية” جلابة الثقافة الشماليين” جاءت في كتاب ردئ للباقر العفيف، لو بحثت عنه في قوقل ستفاجأ بكثرة اقتباس الاسلاموفوبيين والعنصريين البيض منه! حيث يقدم كشاهد من أهلها على وحشية وتخلف الثقافة العربية الإسلامية. وبلغت سعاية العفيف بالثقافة الغربية قصاراها وهو يعلن ابتهاج “براءته” من النسب العربي الهاشمي العباسي بأمارة ال DNA وكأنه يتمثل حال زياد بن أبيه في القصة الشهيرة. 
لاحقاً اتضح أن الكتاب والتزيد في مناصرة رواية الحركات لم يكن سوى واجهة لتصفية الحسابات الطائفية! وأن المثقفين المدانين في الكتاب هم مسبقاً أعداء للطائفة، لأنهم “تجاهلوا الأستاذ” واتاحت أزمة دارفور فرصة لا تفوت لمعاقبتهم.
الجمهوريون هم الشريك المثالي للغرب، أثبتوا جدارتهم في أجندة دارفور. واستدل بكثافة ظهورهم هذه الأيام على أن ثمة رهانات غربية عالية، تتطلب شركاء محليين موثوقين، من النوع الذي يعتقد أن خدمة أجندة التغريب والعمالة للغرب هي واجب ديني وأخلاقي مقدس. وهذه الخاصية لا تتوفر إلا في الجمهوريين، أحق الأطراف بلقب العرصص المتشدد.
رغم فقدان قحت/تقدم لما تبقى لها من سند جماهيري، لم تتزعزع ثقتها في وجود مستقبل سياسي تكون لها فيه سلطة حقيقية. مرتكز هذه الثقة هو صدق التوكل على النفوذ الغربي، واللامبالاة بالرأي العام “المحلي” وهذا تهور سياسي لا يصدر إلا عن أردأ أنواع صغار السياسيين ممن ليس عندهم ما يخشى عليه. فصارت الوقاحة وصفاقة الوجه هي السمة الأبرز لقولهم وفعلهم السياسي. لكن المقامر السياسي والعميل “المحلي” ليس هو الشريك الأمثل، نسبة لإمكان تغييره لولاءاته، المطلوب شريك دائم يشرف على الشركاء الثانويين، هذا الشريك هو مزيج  الجمهوريين وبيروقراطية المنظمات المنبتين من أي رابطة “محلية” من المواطنين الكوكبيين معتنقي الغرب تماماً. وهؤلاء هم المقاولين الرئيسيين للعملية السياسية الجارية، وإن بدا أن غيرهم من بيده الحل والربط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى