الجزيرة .. الجيش يبتدر عمليات اقتحام نوعية وجريئة

الأحداث – وكالات

يبدو أن القوات المسلحة بدأت في تغيير خططها نحو ولاية الجزيرة، وذلك باعتماد الانقضاض المفاجئ على العدو وإحداث خسائر بشرية ومادية ومن ثم العودة لنقطة الإنطلاق.
هذه الخطة طبقها قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل، الذي اقتحم في وقت مبكر من فجر الاثنين، في عملية جريئة مناطق شمال شرق الجزيرة وصولا لمدينة ود راوة بشكل مفاجئ، حيث قتل وأسر عددا من أفراد المليشيا بينما هم نيام، وسيطر على 4 عربات قتالية وعاد سالما بقواته لارتكازاتها بشرق الجزيرة.
العملية أسفرت عن مقتل وأسر أكثر من 50 عنصرا من المليشيا بشكل مباشر، وتسببت بشكل غير مباشر في مقتل العشرات من أفراد المليشيا في فزع كان ينوي الوصول لود راوة وتكذيب رواية كيكل، فوقع تحت نيران سلاح الجو، ووصلت أقل من نصف القوة ل (ودراوة).

أسلوب ناجع:
هذا الأسلوب يراه خبراء عسكريون ناجعا، لجهة أنه يعمل على خلخلة تمركزات المليشيات داخل ولاية الجزيرة، لأن المليشيا التي يراد لها الوقوع في الفخ اعتادت أن تقع فيه كل مرة من خلال سحب جنودها من مكان لآخر، مثلما سحبت أمس جنود من محور أم القرى لمناطق ود راوة ومع تحرك جيش الفاو، الاثنين، نحو ود مدني، أدركت المليشيا خطورة الوضع، فلا هى ظلت في ود راوة لتأمينها ولا هى نجحت في العودة للتصدي لجيش الفاو، وتوقع الخبراء أن يعمم الجيش هذا النوع من الأسلوب في كامل ولاية الجزيرة، لإرباك المليشيا وإرهاقها، قبل الانقضاض الكامل عليها.

تطورات الوضع الميداني:
على الأرض فإن جيش الفاو سيطر أمس، على مناطق الحرقة والجميعاب جنوب شرق ود مدني بولاية الجزيرة، وقالت مصادر أن الاشتباكات ظلت مستمرة في كامل شريط شرقي ود مدني، وأكدت لجان مقاومة الشبارقة في بيان، أمس، سماعهم أصوات اشتباكات داخل القرية المحازية لمدينة ود مدني من الناحية الشرقية، ما يعني أن الاشتباكات تدور في أمكنة غير بعيدة عن مناطق شرق ود مدني، لكن لغاية اللحظة، فإنه ليس معروفا بالدقة، هل سيطر الجيش على هذا المناطق بغرض الارتكاز أم في إطار أسلوب المباغتة الذي طبقه أبو عاقلة كيكل في ود راوة، ومن ثم يعود الجيش للخياري.

الاستحواذ على الأرض:
حذر خبراء من تسلل الإحباط لدى الشعب الناتج من أسلوب الجيش الذي يدخل للمنطقة وينسحب منها بعد تحقيق هدفه.
ودعا الخبير الأمني الفريق جلال تاور في إفادة سابقة للصحيفة، الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، ترك الجيش يعمل وفق خططه وعدم ممارسة ضغوط عليه بتهييج الرأي العام، مشيرا إلى أن الجيش يعرف ماذا يفعل ومتى يستخدم هذا الأسلوب أو ذاك، ومتى ينقض ومتى يتراجع، لافتا إلى أنه ليس من المنطق أن يقوم الجيش بشرح كل خطوة يفعلها والهدف منها، ولماذا فعل ذلك، داعيا السودانيين إلى الثقة في جيشهم وقادته.
في السياق ذاته، حذر خبراء من تسلل الإحباط لدى السودانيين عقب مشاهدة فيديوهات لعناصر المليشيا من ذات المكان الذي دخله الجيش وانسحب منه، مشيرين إلى أن الجيش عند دخوله وخروجه من أي منطقة يكون قد حقق هدفه من العملية وليس بالضرورة أن يعلن ماهو الهدف من العملية كما أنه ليس بالضرورة أن يكون الهدف هو تحرير المنطقة المعنية والارتكاز فيها، مستدلين على ذلك بدخول الجيش لمنطقتي ودراوة وقاعدة الزرق بشمال دارفور، حيث حقق ما يريده من العملية بنسبة 100%، وليس بالضرورة أن يسمي الهدف من التحرك، وليس مطلوبا منه ذلك طالما أن الحرب لم تنتهي بعد.

الانقضاض الكامل:
يتوقع خبراء، أن ينقض الجيش بشكل كامل وفي لحظة واحدة على المليشيا في كامل ولاية الجزيرة، وذلك فور تحقيق الأهداف المرجوة من الاقتحامات النوعية, وفي وقت سابق أمس، توعد قائد متحرك النبأ اليقين بمحور الخياري، العقيد ركن العبادي الطاهر، باكتساح ود مدني قريبا ومن كل الجهات، داعيا أفراد المليشيا للانتظار وعدم الهروب.
ويقول خبراء إن عملية اكتساح الجيش لود مدني، اقتربت كثيرا، متوقعين ألا يجد الجيش مقاومة كبيرة، من واقع نجاح العمليات النوعية التي نفذها الجيش في محيط ود مدني وقضى فيها على مئات المرتزقة وعشرات المركبات، الأمر الذي سيعد معه تحرير عاصمة الجزيرة بخسائر أقل مما هو متوقع.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

Exit mobile version