تقرير – الأحداث
مع دخول الحرب عامها الثالث تغير نمط الجريمة في الخرطوم وخارجها إذ كانت الجريمة حتى أشهر سبقت الحرب منتشرة لكن بطرقها المعروفة.. زوار الليل صحيح تطورت أساليبهم لكنها ظلت على نمطها القديم وهناك تسعة طويلة وهي دراجات بخارية تجوب الطرق لخطف المقتنيات من المارة بسرعة كبيرة قبل أن تختفي الدراجة بركابها، الان أصبحت الجريمة أكثر عنفاً وذات طابع لا يراعي لا للمكان ولا الزمان اشخاص في الغالب بزي قوات نظامية يقودون دراجات ويحملون اسلحة على ظهورهم يوقفون هذا أو ذاك وينهبون هاتفه وامواله ويطلقون عليه النار لو صدرت عنه أي مقاومة.. أقل مقاومة حتى لو بتذمر يمكن أن يرديه احدهم قتيلاً وتطور الامر الان الى تسلق المنازل ودخولها واجبار أهلها على تسليم الاموال التي بحوزتهم بل ووصل الامر الى حد اغتصابهم لفتاة أمام اهلها … يومياً هناك حوادث قتل واصابات جراء اعتداء ما يمكن تسميتهم بالعصابات المسلحة التي اصبحت مرتكزة في المدن وتهدد حياة الناس مع عدد كبير من القصص عن اشخاص اطلقوا عليهم النار وقتلوهم وعن مقتنيات استولى عليها هؤلاء اللصوص تحت تهديد السلاح.. معظم الجرائم الان مرتبطة بالسلاح الناري والقتل ومعظم ضحاياها مواطنين عزل قتلوا أو اصيبوا اصابات متفاوتة او اختفوا ولا أحد يعلم مكانهم لان الجناة يستغلون الزي الذي يرتدونه من أجل ارهاب المواطن وتحقيق غاياتهم دون مقاومة ومن يقاوم يحصل على طلقة في الراس كما حدث لاحد شباب منطقة الجريف أو طلقة تنقله إلى المستشفي كما حدث لاحد شباب الحارة الخامسة بالثورة.. السلطات في الخرطوم تتحدث عن اجراءات في الغالب لا يلمس المواطن وجودها على الارض ففي وقت سابق أعلنت ايقاف الاستخدام العشوائي للرصاص وهو موجود وتحت سمعها وبصرها في الحفلات والمناسبات، كما أن الاجانب متواجدون ويتجولون ولا أحد يسالهم بالاضافة الى أن حملة السلاح على الدراجات النارية متواجدون وحوادثهم مستمرة، ومؤخراً في تطور لافت القت الشرطة القبض على مواطن مصري يقود شاحنة وبحوزته أموال ضخمة مزورة قال إنه كان بصدد شراء ابقار بهذه الاموال كما ضبطت الشرطة بشرق النيل شبكة اجرامية متخصصة في تزييف العملات والمستندات الرسمية وكلها جرائم تضرب المواطن بعنف وتهز اقتصاد الدولة.. باتت الجرائم أكثر عنفاً وأكثر تعاملاً مع السلاح الناري وأصبحت أكثر حرفية ووضوحاً وبمصانع كبيرة وطابعات كبيرة لتزوير العملات والوثائق وحتى المخاطبات الرسمية وأوامر القبض على المتهمين ومخاطبات المحاكم.
يقول الخبير العسكري والأمني ياسر سعد الدين إن استغلال هؤلاء للزي الرسمي للقوات النظامية أحدث ربكة كبيرة ولان الأمور تحولت إلى فوضى كبيرة اثناء العمليات العسكرية في الخرطوم فان أزياء وعلامات وحتى أسلحة وصلت إلى أيدي اللصوص فاستغلوا حالة الفوضى وعاثوا فساداً تحت ستار الزي العسكري الذي يرتدونه لكن مع تحسن الاوضاع الامنية بعد تحرير الخرطوم انتشرت الشرطة ونشر الجيش شرطته العسكرية استطاعت السلطات كبح جماح هذه الظواهر والتفلتات إلى حد كبير لكن هذا لا يعني بالضرورة انها اختفت لا زالت موجودة، بعضها انتقل من مركز الحكومة الحالي في محلية كرري إلى محليات اخري في ام درمان القديمة وبحري وشرق النيل والخرطوم وبعضها لا زال يمارس نشاطه في كرري لكن الانتشار الشرطي ووجود الاجهزة الامنية في الشارع خفف وسيخفف اثرها على الناس)، وأضاف (الجريمة عندنا أصبحت بالسلاح الناري اولا لان قطع السلاح انتشرت بسبب الحرب وثانياً لان الحرب وما أفرزته من فوضى اتاحت فرصة لضعاف النفوس لمحاولة التكسب وفرض مناطق نفوذ تحاول السلطات الان تكسيرها بازالة السكن العشوائي وتتبع المجرمين الفارين من السجون وغيرها من الاجراءات)، واتفق معك أن تخفي المجرمين تحت ازياء وملابس القوات النظامية عقد الامر إذ عادة ما يعتقد المواطن أن الذي امامه هو نظامي وهذا يدفعه للتعامل بثقة فيتعرض للموت والنهب والسرقة واحيانا للاغتصاب كحادثة الفتاة التي داهم هؤلاء منزلهم واغتصبوها امام اهلها).
وتقول الباحثة الإجتماعية سماح يوسف إن ما يحدث الان منطقي بسبب الحرب المشتعلة في البلاد وهي حرب لم تعرف البلاد مثيلاً لها في تاريخها الحديث شهدت القتل والسحل والاغتصاب والنهب وكل اشكال الجريمة ووفرت أسلحة متطورة انتشرت في البلاد كل هذا سيفرز جريمة دموية غالباً كما شهدنا مقتل اب على يد ابنه وبتحريض من والدته ومقتل طفل على يد زوج عمته وبعلم عمه ودفنه في منزل العم هذه جرائم بشعة وهناك مقتل الطبيبة على يد طليقها امام الناس في المستشفي كلها جرائم بشعة بعضها استخدم فيه السلاح الناري وبعضها الخنق)، وأضافت (تهتك المجتمع بسبب الحرب ادلته كثيرة والجريمة من عناوين ما يحدث للأسرة وللمجتمع).
