رأي

الجااااااك!

إبراهيم عثمان

أطل علينا بكري الجاك في لايف خصصه (لتفسير) ما زعمه من (تركيز الهجوم عليهم وليس على الدع..م الsريع). ورغم المنطق الذي تشدق به، والأستاذية التي مارسها،، فإن ما قاله في الحقيقة هو (تفسير لغير ظاهرة)، أعني تفسير لما لا يحتاج إلى تفسير، فهو بذلك يمارس التدليس لا التدريس! لأنه يهرب من الظاهرة الحقيقية التي تحتاج إلى التفسير. أي ارتباطهم بالميليشيا:
(لا يوجد تعارض) بين الهجوم على الميليشيا و”صمود” بحيث يكون أحدهما على حساب الآخر، فأي اتهام لصمود يتأسس، بالضرورة، على اتهام أشد للميليشيا وحلفها “تأسيس”, وعلى صلة صمود بهذا الاتهام الأشد. ولهذا فإن كل ردودهم تقوم على نفي صلتهم به!
توجد أحزاب خارج صمود ليست داعمة للجيش، لكنها لا تتعرض للهجوم، وذلك لأنها لم تتورط في مواقف علنية داعمة للميليشيا، فالهجوم مرتبط بالميليشيا والمواقف منها.
هم يعلمون أن تهمتهم الرئيسية لداعمي الجيش هي (“التشدد” في التعامل مع الميليشيا)، ولذلك سموهم “البلابسة”. تمسكهم بهذا الاتهام يكفي ــ وحده ــ لإلغاء صدقية أي اتهام مضاد بأنهم يتساهلون مع الميليشيا ويتشددون مع صمود!
لقادة “صمود” احتجاجات موثقة على هجوم الآخرين على الميليشيا تثبت أن (تشديد) الهجوم عليها ليس طلباً حقيقياً يلاحظون غيابه فيطلبونه، بقدر ما هي ممارسة جارية يستنكرونها! (وثقت لخالد عمر وحده أكثر من ١٠ احتجاجات).
يعلم قادة صمود أنهم, يكثرون من الهجوم على خصوم الميليشيا و”تأسيس”، بل لا يتوقفون عن ذلك أبداً، ثم يتظاهرون بالاستغراب من الردود عليهم، ويجعلونها (ظاهرة غريبة) تحتاج إلى تفسير غير التفسير الطبيعي!
يعلمون أنهم من جعلوا قيام “تأسيس” ممكناً. فالميليشيا عندما احتاجت إلى “حلف علني”، لم تبحث عنه إلا في “تقدم”, ولم تجده بأريحية، وبلا تفاوض أو شروط، إلا من “تقدم”!
ويعلمون أن الجزء الرئيسي من الهجوم عليهم كان يقوم على فكرة أنهم يمثلون الحاضنة السياسية للميليشيا، وقد أثبت قيام “تأسيس” ــ على الأقل ــ أن كل الحاضنة السياسية (العلنية) الحالية للميليشيا كانت تتخفى في جوف “تقدم”، وتحظى بالتغطية!
تقوم “صمود” بكل الأدوار التي تحتاجها ميليشيا متمردة ودولة معتدية من حاضة سياسية، وتتولى مهمة إنتاج الجزء الأكبر من التبرئات والتبريرات والتهوينات والحجج للميليشيا وللإمارات. ثم يتظاهر قادتها بالاستغراب من مناقشتها والردود عليها
هم يعلمون أن الانتقادات الموجهة لهم متناسبة مع هذه الأدوار، وليست زائدة، بل إنها لا تكاد تحصيها كلها، وتلاحقها بالتعرية النقدية الواجبة. والقيام بذلك ممارسة طبيعية لا تشكل ظاهرة تحتاج إلى تفسير.
اختلاف الطرق التي يستخدمها كل قائد من قادة “صمود” للدفاع عن الميليشيا والإمارات يفرض مناقشات منفصلة لكل طريقة. إذ توجد ثغرات كبرى تركتها الميليشيا والإمارات مفتوحة ولم تحاولا سدها، وتبرع لهما قادة صمود ــ كل على طريقته ــ بمحاولات متنوعة لسدها، وهذه المحاولات تحتاج للمناقشات ومناقشتها ليست ظاهرة غريبة
بهذا، وبكثير غيره، يتضح أن قضيتهم ليست هي رغبتهم في تركيز الهجوم على الميليشيا، بل رغبتهم في تشتيت الانتباه، والتشويش على الوعي، وتحويل التفسيرات لظاهرة ارتباطهم بالميليشيا وبالإمارات وهجومهم على خصومهما من ممارسة طبيعية إلى ظاهرة تحتاج إلى تفسير غير التفسير الطبيعي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى