التوافق على مشروع وطني شامل.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء

التوافق على مشروع وطني شامل.. (الأحداث) تستنطق سياسيين وخبراء

 

معتز الفحل: كلنا أمل وصدق وعشم في إجماع السودانيين على جهدنا مع الآخرين

 

عمار السجاد: الملتقى يمثل أقرب محاولة لخلق استقطاب وطني من شأنه حل أزمة البلاد

 

الرشيد محمد إبراهيم: الرؤية للفترة الانتقالية قابلة للجرح والتعديل وهنالك من يتفق ويعترض

 

قيادية بمؤتمر البجا: أي حراك يتضمن تعاون وتوافق بعيداً عن الإقصاء والوصاية حميد وجيد

 

الأحداث ـ آية إبراهيم

وقعت قوى الميثاق السوداني، الأربعاء، على رؤية القوى السياسية والمدنية لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية خلال ملتقى (قوى الميثاق السوداني) الذي يسعى المشاركون فيه لإيجاد حلول جذرية للأوضاع بالبلاد والتوافق حول مشروع وطني شامل يلبي تطلعات الشعب السوداني في السلام والتحول الديمقراطي.

 

مشاركات مختلفة

ووقع على “الميثاق الوطني السوداني، كلا من الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الميرغني، المؤتمر الشعبي برئاسة الأمين محمود، وكتلة الحراك الوطني برئاسة الدكتور التيجاني السيسي، وتحالف الخط الوطني “تخطي”، وكتلة التراضي الوطني برئاسة مبارك الفاضل التراضي، وحزب البعث السوداني برئاسة محمد وداعة، والآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الحرب والجبهة الوطنية برئاسة الناظر محمد الأمين ترك، والمجتمع المدني ممثلاً عنه نبيل أديب بجانب عدد من قيادات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، ومجلس الكنائس.

 

خطوة جيدة

ويؤكد الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) معتز الفحل على أن الخطوة جيدة من القوى السياسية التي قال إنها تحملت المسؤولية لتقديم رؤية مفاهمية للإجماع حول موقف وطني واحد داعم للقوات المسلحة ووحدة البلاد ومؤسساتها وهي أساس لتوافق وطني منفتحة للجميع.

وأشار الفحل لـ(الأحداث) إلى أن توحد القوى السياسية في هذا المشروع خطوة متقدمة لتوافق وطني حقيقي يسهم في وقف الحرب وإنهائها ويسهم في عودة السودانيين لديارهم ووقف التمرد المليشي، وتابع: “كلنا أمل وصدق وعشم في أن جهدنا مع الآخرين يجمع عليه كل السودانيين وأملنا كبير في توافق السودانيين وأن الأزمة التي تمر بها البلاد هي أساس لتوحد السودانيين حول المشروع الوطني الذي يلم الوحدة السودانية ووحدة النسيج الاجتماعي ويعيدنا إلى التأسيس الانتقالي الديمقراطي الحقيقي”.

 

محاولة قريبة

بدوره اعتبر القيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد أن الملتقى يمثل  أقرب محاولة لخلق  استقطاب وطني من شأنه حل الأزمة التي تمر بها البلاد.

وقال السجاد لـ(الأحداث)  إن ماحدث يصلح أن يكون حاضنة سياسية لجهة أن عدد من المكونات والأجسام مشاركة في الملتقى عدا مجموعة بحر إدريس أبوقردة والمؤتمر الوطني، وأكد بالقول إن الخطوة يمكن أن تكون جزء من الحل حال لم تمثل الحل النهائي.

 

جرح وتعديل

ويؤكد د. الرشيد محمد إبراهيم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن أي حراك سلمي يمثل إضافة للقضية السودانية إذا استصحب في معيته قضايا الحرب ومابعدها.

وقال إبراهيم لـ(الأحداث) إن العمل السياسي يقوم على المبادرات وأن تكوين كتل مفيد لعملية التحول الديمقراطي وقد يكون ذلك جزء من الحل، مبيناً  أن الرؤية للفترة الانتقالية قابلة للجرح والتعديل وهنالك من يتفق ويعترض عليها لكنه يؤكد على وجود مبدأ عام لاخلاف فيه من أجل المضي لتحول ديمقراطي، ولفت إلى أن الصدام متوقع مما يصعب من المهمة خصوصاً وأن هنالك تصنيفات للقوى السياسية مابين موالية للحكومة ومعارضة لها وتقف في صف التمرد.

ويرى أن هنالك صعوبة في إمكانية التلاقي، وقال”لكن إذا بني الأساس على الحوجة الوطنية يمكن الوصول  لنتائج”.

 

مضي للأمام

ولا يشكك المحلل السياسي د.راشد التجاني في نجاح خطوة ملتقى الكيانات السودانية بالقاهرة ويقول إن أي تجمع لسودانيين يتم من خلاله الاتفاق على رؤية واحدة بالتأكيد سيمضي للأمام خصوصاً وأن ماسبق بني على القوى الآحادية.

ويشير التجاني لـ(الأحداث) إلى أن تجمع الرؤى بين السودانيين ينتج عنه حوار مشترك وأنه كلما تجمعت الكيانات كلما كان إمكانية الوصول لاتفاق أسهل بكثير ، ودعا بقية الكيانات التي لم تنضم لتشكيل جسم آخر والخروج بميثاق ليكون الحوار حول ميثاقين بغية الوصول لمشتركات وتقليل حدة الخلافات والخروج من أزمة البلاد.

 

عدم تفويض

القيادية بمؤتمر البجا حنان أبكراي تؤكد على أن أي حراك يهدف لحل الأزمة وفق رؤية موحدة تتضمن تعاون وتوافق بين القوى السياسية والمدنية والإدارات الأهلية، بعيداً عن الإقصاء والوصاية، يعد حراكاً حميداً وجيداً، وقالت “صحيح الأزمة الحالية تعتبر  أكبر مهدد لوجود الدولة السودانية ووجود أزمة ثقة بين الشعب السوداني والجهات المعنية بالحكم، وأي تدخل خارجي يفرض وصايا على الشعب السوداني يمكن أن يؤجج التوتر ويزيد من حدة الأزمة”.

وشددت أبكراي في حديث لـ(الأحداث) على ضرورة أن يكون الحراك والجهود السياسية لحل الأزمة سودانية صافية ومحلية، حيث يتم تحديد مصير البلاد بواسطة السودانيين أنفسهم دون تدخل خارجي.

وقالت “يجب على الجميع فهم أن السودانيين لم يفوضوا أي جهة خارجية بفرض إرادتها عليهم، وعلى الجميع احترام هذا الحق الذي ينبغي أن يكون لدى الشعوب في تحديد مصيرها والقرارات المتعلقة بمستقبلها”، وأكدت أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ووضع الوطن على طريق الاستقرار والتقدم هو من خلال حوار شامل وشراكة وطنية تجمع بين كافة القوى السياسية والمدنية بدون تدخل خارجي، وربط الجهود للتوصل إلى حلول شاملة ومتفق عليها بواسطة السودانيين أنفسهم.

 

رهان حل

ورهن رئيس قوى الحراك الوطني د.التيجاني السيسي حل الأزمة السودانية الراهنة بمعالجة قضايا المحور المجتمعي.

وحذر السيسي خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للملتقى التشاوري لتأسيس المشروع الوطني من عودة الحرب مرة أخرى في حال عدم معالجة قضايا المحور المجتمعي.

وتمسك بضرورة تحقيق التوافق حول قضايا تحديد شكل الحكم، هوية السودان وإدارة التنوع والدستور الدائم، وقال إن الأزمة ستظل قائمة في حال عدم التوافق حولها في الفترة الانتقالية.

ودعا الأحزاب والقوى السياسية للتوحد حول مشروع ومظلة جامعة لإدارة الفترة الانتقالية في السودان.

 

سلسلة اجتماعات

ووقعت قوى منتمية للكتلة الديمقراطية على الميثاق إلى جانب ممثلين لحزب المؤتمر الشعبي، ومبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة، ورئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين فضلاً عن منظمات مجتمع مدني وتوافقت القوى والتيارات السياسية حول مشروع “الميثاق الوطني” بعد سلسلة من إجتماعات استضافتها القاهرة خلال الأيام الماضية لعدد من القوى والتيارات السياسية، حيث أطلقت “الكتلة الديمقراطية السودانية” مؤتمرها العام الثاني بجمهورية مصر  العربية خلال اليومين الماضيين لمناقشة رؤيتها السياسية، كما عقدت قوى “الحراك الوطني السوداني” الثلاثاء، ملتقى تشاوري لتأسيس مشروع وطني، أوصى بيانه الختامي بـ”الاصطفاف الوطني بين القوى السودانية، ودعم القوات المسلحة السودانية، وضبط العلاقة بين العسكريين والمدنيين للحفاظ على النظام السياسي المدني”.

 

انتصارات هجانة

ويجئ توافق القوى السياسية بالعاصمة المصرية القاهرة غداة تحقيق القوات المسلحة السودانية انتصارات واسعة على مليشيا التمرد بشمال كردفان حيث دحرت قوات الفرقة الخامسة – الهجانة  المليشيا من جبل كردفان  وكبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وقامت بتمشيط الطرق والمناطق الحيوية  – شمال كردفان – الأبيض، وأكدت سيطرتها على كافة المحاور بمدينة الأبيض بما فيها مقر الاحتياطي المركزي ودحر محاولات التمرد اليائسة.

 

مبادرة سابقة

وسبق أن أطلقت قوى الحرية والتغيير .. الكتلة الديمقراطية خارطة طريق لحل الأزمة السودانية، تحت شعار: (حل شامل بشراكة وطنية حقة).

وأعلن المشاركون أن المبادرة تهدف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتحقيق سلام مستدام، عبر توحيد القوى السياسية والحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل، وتتضمن عدداً من المحاور.

 

Exit mobile version