التشكيلي راشد دياب في حوار مع (الأحداث): الحل في البل بالفن

 

 

التشكيلي راشد دياب في حوار مع (الأحداث):

 

الحل في البل بالفن

 

الحرب مد وحشي مقصود لطمث الهوية السودانية

 

الفن يقف وقفة صلبة خلف الجيش لأنه صاحب الشرعية

 

قال الفنان التشكيلي د.راشد دياب إن الفن يقف وقفة صلبة خلف المؤسسة العسكرية صاحبة الشرعية في طرد الأوباش.

وأكد في حوار مع (الأحداث) أن الحرب الدائرة منذ عام في السودان تهدف إلى طمس الهوية السودانية، وأشار إلى أن حرب السودان عكست قيمته الحقيقية وأثبتت أهمية هذا البلد ولابد للعالم احترام سيادته وعدم محاولة السيطرة عليه سياسياً.

عدة محاور عن الحرب والفن والهوية استعرضتها (الأحداث) مع راشد دياب وخرجت بالحصيلة التالية..

 

حوار – ماجدة حسن

 

بداية هل يمكننا القول إن الحل في الفن كمخرج من أزمة السودان الراهنة؟

 

بداية لا تفقد الأمل أن الأشياء ستعود في السودان كما كانت من قبل، كما قلتي يمكن أن يكون  الحل في البل بالفن، البل فنياً، البل كقتل فقط لايجدي، لابد أن نستعيد الإحساس بالفن، لأننا افتقدنا روح الفن في الحياة التي عشناها ولم نجد الروح الصحيحة للعالم والإحساس بالآخرين والتعامل الندي تحت ظلال وجود الديمقراطية التي تقيم الوجود الحضاري، الإنسان له الحق في أن يقول رأيه وعندما يقول رأيه يعرضه لمشاكل كثيرة يكون جاهل بوجوده والجهل بالوجود ليس مضراً فقط ولكن فتاك، هؤلاء الدعامة جاهلين بوجودهم كبشر يعيشون بأحلام مختلفة من ذاكرة أخرى أو موجهين بصورة لا إرادية لا علاقة لهم بالإحساس البشري والتأقلم مع الوجود الإنساني، هؤلاء يحتاجون إعادة صياغة جديدة حتى يفهموا قيمة الأرواح وأن الإنسان لابد أن يكون لديه وجود أخلاقي يلتزم بسعادته كما يلتزم بسعادة الآخرين، وهذه كلها قيم موجودة في التراث السوداني والتراث العالمي ويجب أن يكون لها اعتبار.

 

بعد مرور عام على الحرب كيف ترى الأمور الآن؟

 

بعد سنة كاملة من الحرب ليس هناك ما يوحي أن هناك أمل بأن تقف هذه المواجهات، وهي مواجهات جهل وغباء وتعنت، مواجهة غير متكافئة بين إنسان لا يعي ولا يفهم

ولايمكن أن يفهم ولا توجد مساحة للآخر في تفكيره، وكما كنت أقول في مقالات كتبتها عن دور الفن في المجتمع ودوره الأساسي في إعادة تقييم الإنسان لنفسه والآخرين ولوجوده ورؤاه إحساس كامن لخفايا المعرفة والمعرفة لابد تشكل ظاهرة أو حدث تنعكس على حياة الناس في ازياءهم، أكلهم وكل عناصر العقل الجمعي.

 

هل يعمل الفن على ترسيخ التعايش السلمي؟

 

كل ما يكون هناك انتشار للصورة الحقيقية للوجود البشري يكون هناك التزام غير معلن بالتعايش السلمي، لأن الإنسان يخلق الجو الذي يجعله يعيش في سلام من خلال الفن، والفن مهامه الأساسية توصيف الصورة التشكيلية وتوظيف خلق المساحات لتنفيذ الأفكار وهذا يقود للبحث عن الأصل في الوجود الإنساني وهذا يشكل هوية الناس، نحن شعب لا يمكن أن يهزم، الشعب السوداني لديه هوية راسخة وإذا عادت الحياة لطبيعتها وكان هناك دور للفن، السودان سيكتشف هويته التي تحترم الوجود.

 

عام الحرب ما تأثيره  على الثقافة والفنون؟

 

بعد عام كامل نتحارب نتصارع نتستفز نقسو لكن نحمد الله أن لدينا من يحمينا من هذا الجهل، المؤسسة العسكرية المعترف بها الجيش له دور كبير في حمايتنا ويفترض أن يسحب معه التفكير المنطقي في معالجة المواقف، ولابد أن تكون له خطة واضحة للقضاء على هذا السرطان مستصحباً الوجود الثقافي ومقاومة الجهل، وهدفنا لابد أن يكون طرد هؤلاء الأوباش، السودان ملئ بالقيم التي يجب أن تظهر في تدريبنا وتأهيلنا وحياتنا.

 

هل هناك تقصير من المثقفين تجاه قضايا التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي؟

 

نعم هناك تقصير من المجموعات التي تحمل افكاراً شغلوها السياسيين بالنزاعات الآيدلوجية المتطرفة إلى حد ما والكراهية المنبعثة من العنصرية.

 

ماهو دور الفنان في مثل هذه الظروف؟

 

الفنان له دور كبير وهو منظم للحياة لابد من الاعتراف بدوره ووجوده وكذلك لابد أن يكون هناك دور واضح وفعال لوزارة الثقافة في وحدة السودان وتقريب وجهات النظر بأن لا تطغى ثقافة على أخرى ولابد أن تكون هناك معايير للتوافق الاجتماعي.

 

بعد عام.. أين تقف الفنون في هذه الحرب؟

 

الفن يقف وقفة صلبة خلف الجيش لأنها المؤسسة التي تحمي ولديها القدرة على الاستيعاب، والحرب مقاومة لمد وحشي وسخيف لطمس الثقافة السودانية.. كسر ونهب وسرقة وإبادة ونهب المتاحف، هذه أشياء مقصودة لطمس الهوية السودانية دون التفكير في هوية أخرى، هؤلاء يعيشون على هامش الوجود الذاتي وحرب السودان أثبتت أهمية هذا البلد ولابد للعالم من احترام سيادته وعدم محاولة السيطرة عليه سياسياً.

 

هل تستلهم الريشة من هذه الظروف، هل هناك لوحة للحرب؟

 

الفنان التشكيلي يحكي الواقع ووجوده في العالم بسبب الوحدة بين الروح والجسد والأخلاق والرؤية والإحساس، جميعها تخرج العمل التشكيلي، والعمل التشكيلي مرتبط بمعني الحياة نفسها، الحياة التي نراها وكل ما نراه هو تشكيل لخلق إبداعي مكون من مادة روح جسد، التزام بالواقع إن لم ترتبط حياتنا بالموجودات لن يكون لدينا وعي بتراثنا الوجودي.

Exit mobile version