الأحداث – وكالات
بدأت المخاوف الإثيوبية تظهر للعلن في أعقاب التقارب بين مصر والصومال، واعتبرت الاتفاقات الموقعة بين البلدين موجهة ضدها بشكل مباشر.
وظهرت هذه التخوفات عبر بيان رسمي أصدرته الخارجية الإثيوبية ، جاءت كل تعبيراته معبرة عن توجسات الحكومة الإثيوبية.
حالة عدم استقرار
وحذرت الخارجية الإثيوبية في بيان لها كل من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة من دخول منطقة القرن الأفريقي الي حالة عدم استقرار بعد تجاهل مخاوفها بشأن انتقال قوات مصرية جديدة إلى الصومال.
وأضافت الخارجية الإثيوبية، أنها لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تقوم جهات فاعلة أخرى، خارج المنطقة بنشر قوات لها بالصومال وتحاول من خلالها زعزعة استقرار المنطقة.
وبحسب الخارجية الإثيوبية “شاركنا في محادثات بوساطة تركية لحل الخلافات مع حكومة الصومال. و تم إحراز تقدم ملموس .وبدلاً من متابعة هذه الجهود من أجل السلام، تسعى حكومة الصومال مع جهات خارجية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.
اتفاق رئاسى
أكد الرئيس السيسي لنظيره الصومالي، موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية، ومواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
في المقابل، شدد شيخ محمود على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، مثمناً دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
وسبق أن كشف الرئيس الصومالي أن بلاده طلبت من مصر توفير معدات عسكرية والتدريب الإضافي للقوات العسكرية والأمنية الصومالية، فضلاً عن الدعم الدبلوماسي وسط التوترات المتنامية مع إثيوبيا.
واشارت الخارجية الإثيوبية قائلة ،أنه يتعين على جميع المسؤولين عن إعداد وتفويض مهمة دعم السلام الجديدة بالصومال ان يأخذوا في الاعتبار المخاوف المشروعة لدول المنطقة والدول المساهمة بقوات.
وبالمقابل أشارت الحكومة الإثيوبية ،أن محاولات القوى التي تحاول تأجيج التوتر لتحقيق أهدافها القصيرة الأجل أن تتحمل العواقب التي ستنزلق إليها المنطقة.
هذا وكانت وسائل أعلام محلية ودولية ،قد رصدت وصول طائراتان مصريتان من طراز سي 130 الي مطار عدن أدي بمقديشو اليوم ،وعلي متنها عدد من القيادات العسكرية المصرية
ويرى الباحث في الشأن الأفريقي محمد عبدالكريم أن توقيع مصر والصومال على بروتوكول تعاون عسكري بمثابة رد من القاهرة على التعنت الإثيوبي خلال مفاوضات سد النهضة، وكذلك توقيعها اتفاقاً مع إقليم أرض الصومال مما يهدد النفوذ المصري على البحر الأحمر.
وفرق عبدالكريم بين مذكرة الدفاع المشترك والمشاركة المصرية في قوات حفظ السلام بالصومال، لأن الاتفاق يشبه ما وقعته مقديشو سابقاً مع تركيا والإمارات. معتبراً أن الاتفاق يعيد الاعتبار المصري في منطقة القرن الأفريقي ويحافظ على المصالح المصرية التي افتأتت عليها أديس أبابا.
وعن الطلب المصري بالمشاركة في قوات حفظ السلام بالصومال، قال عبدالكريم لـ”اندبندنت عربية”، إن مقديشو تعد ساحة تنافس مصري – إثيوبي حالياً، وهي خطوة تنبئ عن انتهاء تهميش الدور المصري في الصومال بعد تحفظ إثيوبي سابق على المشاركة المصرية بقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، رحب متحدث مجلس السلم والأمن الأفريقي، بعرض مصر وجيبوتي إرسال قوات خاصة من جيشيهما لحفظ السلام في الصومال، لتعويض بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام التي ستنسحب يناير 2025.
وقرر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في يونيو (حزيران) الماضي، إرسال بعثة جديدة لحفظ السلم في الصومال باسم “بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال”، مطلع العام المقبل. ومن المتوقع أن يكشف المجلس والأمم المتحدة عن قائمة الدول التي ستسهم بقوات في قوات حفظ السلام بالصومال بحلول الشهر المقبل. ومن المنتظر ألا توافق مقديشو على مشاركة إثيوبيا في القوات، بعد أزمة الاتفاق مع “أرض الصومال”، التي تبعها طرد السفير الإثيوبي من مقديشو وسحب السفير الصومالي من أديس أبابا.