الأحداث – وكالات
ناقش رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الاثنين، قضايا إنهاء الحرب، توصيل الإغاثة، وتسليم السلطة للمدنيين، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو.
وعقد بيرييلو عقب وصوله بورتسودان، الاثنين، مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة السودانية وقادة أهليون.
وشملت اللقاءات نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، ووزير الخارجية، إضافة إلى سلطان عموم المساليت سعد عبد الرحمن بحر الدين، ومسؤولي وكالات الأمم المتحدة العاملين في السودان.
وقال سفير السودان لدى الولايات المتحدة، محمد عبد الله، في تصريحات صحفية عقب لقاء البرهان: “المباحثات تطرقت إلى خارطة الطريق لإنهاء الحرب، كيفية إيصال المساعدات الإنسانية، رتق النسيج الاجتماعي، فضلًا عن العملية السياسية كمخرج نهائي لما بعد الحرب”.
وأشار السفير إلى أن المبعوث الأميركي قدم مقترحات في هذا الشأن، ووافق عليها البرهان، مؤكدًا أن الحكومة السودانية أوفت بكل التزاماتها المتعلقة بفتح المعابر والمطارات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية
. كما أكد انفتاح الحكومة على كل ما من شأنه تسهيل إيصال المساعدات للمتضررين.
وأفاد بأن رئيس مجلس السيادة شدد على رفض الحكومة استغلال معبر “أدري” لتوصيل السلاح لقوات التمرد، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأوضح أن لقاء البرهان مع المبعوث كان مطولًا وشاملًا وصريحًا،تناول جميع القضايا المتعلقة بالأزمة الراهنة، خصوصًا الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين نتيجة الاستهداف الممنهج الذي تمارسه مليشيا التمرد بحق المدنيين، النازحين، واللاجئين.
والتقى المبعوث بنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الذي اظهر مواقفا حادة تجاه واشنطن قائلا إنه يرحب بزيارة بيريللو “رغم انها جاءت متأخرة”.
وأكد عقار أن العلاقات السودانية الأميركية شهدت فترات مد وجزر في مراحل مختلفة لافتا إلى تطلع حكومة السودان لبناء علاقات صحية متناسقة مع أهداف الشعب السوداني ومبنية على الإحترام المتبادل.
وأعتبر زيارة المبعوث بداية جيدة لبناء علاقة صحية جديدة لاسيما أنها بدأت من مقار الحكومة السودانية و”ليس عبر المطارات أو من خارج السودان أو عن طريق مكالمات هاتفية”.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة أن الأزمة التي يمر بها السودان الآن هي “صنيعة أيادي سودانية ومباركة أميركية وأوروبية إلى جانب الدعم المادي من دولة الإمارات العربية المتحدة” .
وتابع “إذا رغبت الولايات المتحدة فعلاً في إنهاء هذه الحرب، فعليها بحكم علاقاتها مع الإمارات ان تتطلب منها الكف عن دعم مليشيا ال دقلو”.
وخلال لقائه وزير الخارجية السوداني علي يوسف أكد يوسف للمبعوث الأميركي إلتزام الحكومة بتمديد فتح معبر أدري وجميع المعابر الأخرى التي حددتها من أجل توصيل المساعدات للسودانيين حتى في المناطق التي تسيطر عليها “المليشيا المتمردة”.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن المبعوث شكر حكومة السودان لإتاحة الفرصة للزيارة، وأوضح أن هناك إجماع بين الحزبيين في الولايات المتحدة علي تقديم المساعدات الإنسانية، والسعي نحو إنهاء الحرب وعودة السلام والاستقرار للبلاد.
وأكد ضرورة استمرار الحوار بين الجانبين من أجل التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب ومعاناة السودانيين في الداخل والخارج نافياً أي دعوة من الولايات المتحدة لفرض أجندة للتدخل الخارجي.
وقال إنه لا يرى مستقبلا سياسيا أو عسكريا للدعم السريع في السودان.
من جهته، قال توم بيرييلو، على منصة “إكس”، إنه عقد اجتماعات مثمرة في بورتسودان مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إضافة إلى قادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وأكد أن الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب على الفور، ووقف الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني. كما رحب بالتقدم الأخير في توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف: “بصفتنا أكبر مانح للمساعدات للسودان، سنعمل على مدار الساعة لضمان وصول الغذاء والماء والدواء إلى الشعب السوداني في الولايات الـ 18، إضافة إلى اللاجئين”.
وأعرب المبعوث عن تقديره للخطوات الأخيرة لتحسين حركة الإغاثة الطارئة إلى 25 مليون شخص سوداني يواجهون الجوع أو الجوع الحاد.
ودعا إلى الاستمرار في زيادة حجم الغذاء والدواء المنقول عبر بورتسودان ومعبر “أدري”، وتوسيع رحلات المساعدات الطارئة إلى المناطق المعزولة.
وأكد أن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني هو وقف الحرب، ومنح السودانيين السيطرة على مستقبلهم.
وشدد بيريللو على ضرورة أن تنتهي الفظائع المرتكبة ضد المرأة السودانية و حماية المدنيين مضيفاً “هي رسالة سمعتها بوضوح من ممثلي المجتمع المدني الذين التقيت بهم اليوم في بورتسودان. ونحن نشاطرهم إلحاحهم لإنهاء هذه الحرب، وإنهاء الفظائع ضد المدنيين، وضمان سودان موحد وديمقراطي وسلمي”.