محجوب فضل بدري
-من أدبيات الجيش أداء التحية للأوامر جزء أول وهی أوامر غير قابلة للنقاش ومن البديهي أن لا تُناقش الأوامر،فهناك أوامر مستديمة،وهناك أوامر قابلة للتعديل، وهناك تعليمات أخریٰ، إذا رأی القاٸد ذلك، ويقولون من باب تأكيد المٶكد،رغبات القاٸد أوامر٠
-فی حالة الأوامر جزء أول يقف الجيش فی الطابور،فی وضع إنتباه،وينطلق النداء( حَیِّ الأوامر ) ويٶدی الجميع (بدون فرز) التحية فی حالة الثبات،ومن ثمّ تُتلیٰ الأوامر، التی حياها الجميع قبل سماعها،كدليل علی الإلتزام بها،والتقيَّد بها حرفياً،مهما كانت، فهی علی كل حال أوامر لا نقاش فيها٠
-أصدر سعادة السيد الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن، (أوامره) فی شكل خطاب تهنٸة للشعب السودانی بمناسبة عيد الفطر،بصفته رٸيساً لمجلس السيادة الإنتقالی،(وأوامره) للجيش بصفته القائد العام وبطبيعة حال بلادنا التی تخوض حرب الكرامة منذ سنة كاملة، طالت البشر والشجر والحجر والبعر،وكان الجيش هو حاٸط الصدّ الذی تكسرت علی ظهره نصال العدو فمن الطبيعی أن يكون أمر مستقبل البلاد بيد قاٸد الجيش، جيشنا الذی يحمل السلاح بيد ويحمل معول البناء باليد الأخریٰ، جاءت أوامر القاٸد، فی شكل (لاآت) ستسجل فی التاريخ (بلاآت البرهان الثلاث) علی وزن (لاآت الخرطوم الثلاث) التی جاءت بعد حرب حزيران أو النكسة، مثل لاآت البرهان التی جاءت بعد حرب الكرامة،أو هی فی لحظة فاصلة بين الحرب والسلام،حربُ ليست ككل الحروب الموثقة فی التاريخ،وسلامٌ ليس أی كلام والسلام٠
-لا عودة لما قبل ٢٥ اكتوبر،تعنی (بای بای قحط،وتقزُّم) متضمناً ذلك وداع الآليات الثلاثية والرباعية،بفولكرها وسفراٸها العرب والخواجات،وما أنتجته من دستور المحامين، أوالإتفاق الإطاری٠
-لا عودة لما قبل ١٥ أبريل، يعنی الدعم السريع إلی مزبلة التاريخ،أو إلی جهنم وبٸس المصير،ويتضمن ذلك هزيمة المٶامرة ببعديها الخارجی والداخلی، من دويلة إمارات الشر، دولة تشاد الوالغة فی دماء أهل السودان،ودول أخریٰ هنا وهناك وهی دولٌ لا تملك من أمر نفسها شيٸاً،وهی الغارقة فی أزماتها الإقتصادية الخانقة، وأمامها العطايا الدولارية الجزيلة٠
-ولا عودة لما قبل أبريل ٢٠١٩م،وتعنی صراحةً تلك العبارة التی ظلَّت لازمة للخطاب السياسی (إلَّا المٶتمر الوطنی) لكنها هذه المرة ليست صارخة بل هی مغلفة بورق الهدايا الملون٠
-وهذا أمرٌ عادلٌ جداً،يتسق مع المرحلة الإنتقالية التی ستتكون من كفاءات وطنية،ولن يشارك فيها أی حزب سياسی٠
-حكومة المرحلة الإنتقالية بمستوياتها الثلاثة (السيادی والتنفيذی والتشريعی ) تحتاج هی الأخریٰ إلیٰ لاآت ثلاث :-
-لا إنتماءات حزبية٠
-لا محاصصات جهوية٠
-لا ترضيات شخصية٠
-هذه أوامر جزء أول أدَّیٰ لها الشعب السودانی قاطبةً التحية الكاملة والواجبة بأی شكلٍ من الأشكال٠
وقد بدیٰ واضحاً جداً تماسك (كابنت القيادة) وإطمٸنانه علیٰ مواصلة الأبحار بسفينة البلاد،بالرغم من العواصف الهوجاء، والأمواج العاتية، وقدرة الطاقم علی الرسو بأمان علی بر السلام،وليس هناك نقاش فی حالة إبحار كهذه الحالة،فالأوامر كلها عند القبطان البرهان، ومعاونيه،ولن ينتهی الأمر بمجرد الوصول إلی اليابسة،فهناك معركة البناء،بالمعنی الأشمل للبناء،وإعادة إعمار مادمرته الحرب،ومعارك أخریٰ سيأتی وقتها حتماً٠
إنتباااه حَیِّ الأوامر