أخبار رئيسيةالأخبار

البرهان من البطانة.. إطلاق صافرة تحرير “ود مدني”

الأحداث – وكالات
وصل رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، صباح الأحد، بشكل غير معلن لمعسكر قوات درع السودان بجبل الأغر بسهل البطانة، في زيارة اعتبرها متابعين للأحداث بداية حقيقية لتدشين العمليات الحربية لقوات الدرع برئاسة أبو عاقلة كيكل.
سبقت هذه الزيارة بحسب مصادر ميدانية من داخل المعسكر تحدثت للصحيفة، وصول أسلحة ومدافع ومسيرات حديثة لقوات درع السودان، وفيما يبدو فإن قيادة القوات المسلحة ربما أيقنت بالمقولة الشعبية التي تقول (البكاء بحرروا أهلو) فلجأت لتسليح أبناء البطانة لتحرير مناطقهم في الجزيرة، وفي ذهنها تجربة القوات المشتركة في الفاشر.
المصادر تحدثت للصحيفة كذلك عن تدعيم المعسكر بقوة رشيقة من جهاز المخابرات الوطني، جاءت أغلبها قبل زيارة نائب مدير جهاز المخابرات الفريق اللبيب للمنطقة، وبعضها جاء مع زيارة المسؤول الأمني الكبير.
وحسب متابعات الصحيفة، فإن قوات درع السودان جرى تدعيمها بطاقم مسيرات وضاربو مدافع حديثة بالإضافة للعديد من الأسلحة والذخائر، وذلك في خطوة إطار تجهيز هذه القوات لمهمة ظاهرها ود مدني وباطنها مهمة أكبر وهي تحرير كل مناطق الجزيرة وبالأخص مناطق سهل البطانة، وقد أفصح القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان خلال زيارته للمنطقة عن جزء منها, وذلك حين قال إن هذه القوات ستكون بشارة نصر لكل السودان.

رسائل سياسية:
الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الذي استعرض هذه القوات ووقف على جاهزيتها خلال الزيارة، أجاب بوضوح شديد، على أحاديث كانت تدور سرا حول هدنة مرتقبة لمدة ثلاثة أسابيع لإفساح المجال لخروج عناصر المليشيا من المدن والأعيان المدنية، كما استفاضت الأحاديث وتمددت لعملية تفاوضية تجري داخل الغرف المغلقة، أخرج البرهان كل هذه التفاصيل من سراديبها ودفع بها للضوء وقضى عليها بجملة واحدة وهو يلوح بيده لكيكل قائلا، (نلتقي في ود مدني).
القائد البرهان لم يكتفي بذلك وإنما نفى صراحة في مضامين كلامه أي حديث عن هدنة أو مفاوضات، مؤكدا أن حديثهم مع المليشيا سيكون عبر البندقية فقط، وبدأ البرهان مرتاحا وواثقا وهو يتناول هذه الجزئية، الأمر الذي عده مراقبون مؤشرا لصدور التعليمات بتحرير عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني
تضاءل فرص التفاوض:
ويضع مراقبون توقيتا بعيدا لأي مفاوضات مرتقبة حال حدوثها بين الجيش والمليشيات، ليس أقل من إرجاع عقارب الساعة إلى ما قبل 18 ديسمبر 2023، تاريخ احتلال ود مدني، مشيرين إلى أن التجهيزات العسكرية التي يقوم بها الجيش لمتحركات تحرير الجزيرة قد إكتملت وهى أسرع عشرات المرات من نداءات التفاوض الخجولة، كما أن تحرير عاصمة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني بات أقرب بمئات (الفراسخ) من الزمن الذي يستغرقه جلوس المفاوضين على منضدة التفاوض، وبالتالي فإن أي تفاوض يرجح مراقبون حدوثه عقب تحرير الجزيرة وعاصمتها ود مدني، حيث سيضع الجيش المليشيات داخل الحيز الجغرافي الذي بدأت منه التمرد، ثم لاحقا قد يجري التفاوض وبحوزته سلسلة ضخمة من الانتصارات تمثل أوراق رابحة أمام منبر جدة الذي سيعاد إحياءه.
تحرير العاصمة الخرطوم:
توقعات المراقبين، تشير أيضا إلى اتجاه داخل كابينة قيادة غرفة العمليات، ينادي بإحياء ملف التفاوض بعد تحرير العاصمة الخرطوم، وحكر الملف التفاوضي حول دارفور لتعقيدات المشهد في الإقليم الذي يعتبر جزءً كبيرا منه حاضنة للتمرد ما يعطل جني ثمار أي عملية عسكرية فيه في الوقت الراهن بشكل سريع، لكن حتى التفاوض حول اقليم دارفور، لن يكون أبعد من شروط منبر جدة القاضي وذلك بالتاكيد على خروج المتمردين من المدن والأعيان الحكومية ومنازل المواطنين وتجميعهم في معسكر واحد، مع تسريحهم مقابل إصدار عفو عام عنهم وليس أكثر من ذلك
معسكر درع السودان:
زيارة القائد البرهان لقوات درع السودان بسهل البطانة، جاءت فيما يبدو بحسب مراقبين بمثابة إصدار التعليمات الأخيرة بشأن تحرير ود مدني، مشيرين إلى أن البرهان حين لوح بيده في ختام زيارته لكيكل، قائلا (نلتقي في ود مدني) ليست مناورة ولا تكتيك، وإنما يعني ذلك تماما ويعي ذلك جيدا، حيث أحاط القائد البرهان بالموقف العملياتي بعموم الجزيرة وموقف المليشيات وإطمأن على جاهزية قواته، وبتوفيق الله وما قام به من أسباب النصر، فإن حديث القائد البرهان يعني تماما، أن اللقاء القادم سيكون في ود مدني حرفيا، وليس أقل من ذلك.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى