البرهان في بكين.. تحقيق الأهداف المرسومة للزيارة

الأحداث – متابعات

حققت زيارة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إلى العاصمة الصينية بكين والتي امتدت لعدة أيام أهدافها المرسومة بدقة، الزيارة التي كانت بهدف المشاركة في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي أسفرت عن توقيع اتفاقيات ضخمة في المجالات العسكرية والطاقة والزراعة وإنشاء المطارات والموانئ، غير أن، الجمعة، وهو اليوم الرابع للزيارة شهد الحدث الأبرز من المباحثات التي أجراها البرهان مع الرئيس الصيني.

مباحثات البرهان وشي جين بينغ:

واستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، الجمعة، بقاعة الشعب الكبرى ببكين، رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان. وذلك على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الصيني الإفريقي الذي اختتم فعالياته بالعاصمة الصينية بكين.
وأشاد البرهان بمستوى الترتيب والتنظيم لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي. مشيراً إلى العلاقات التاريخية المتجذرة بين الصين والدول الأفريقية، مبيناً أن السودان تربطه بالصين علاقات راسخة امتدت لأكثر من 65 عاماً.
وأشار إلى أن مواقفها الداعمة للسودان في المحافل الدولية. وقال البرهان إن السودان يتطلع للعمل سوياً مع الصين من أجل بناء شراكة إستراتيجية تعود بالفائدة لشعبي البلدين، ونوه للاستثمارات الإقتصادية الضخمة للصين بالسودان، مشيراً لاسهاماتها في استخراج البترول السوداني وقيام مشروعات البنية التحتية.
وجدد البرهان إلتزام السودان بتسهيل عمليات الاستثمار الصينية، مبيناً أن اللجان المشتركة بين البلدين ستعكف على معالجة العقبات بصورة مرضية.
وأعرب رئيس المجلس السيادي عن شكره وتقديره للصين على دعمها الأمني والعسكري للسودان، مؤكداً عزم السودان على المضي قدماً نحو إنهاء التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع ضد الدولة ومؤسساتها، وقال إن ما يتعرض له السودان هو مخطط كبير تقف وراءه دول ومنظمات إقليمية وعالمية معادية لأمنه واستقراره.
من جانبه رحب الرئيس الصيني برئيس مجلس السيادة، وشكره على تلبيته للدعوة ومشاركته في المنتدى الصيني الأفريقي، مؤكداً أن العلاقات الصينية الإفريقية علاقات أزلية ضاربة بجذورها في عمق التأريخ، معرباً عن أمله في أن تشهد مسيرة هذه العلاقات مزيد من التطور والنماء، وأضاف قائلا ” فخورون بمرور 65 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين”، وقال إن بلاده تتابع بقلق الأوضاع فى السودان، وتمني أن يعود الاستقرار سريعاً للسودان.
وأكد الرئيس شي جين بينغ ثقته في رئيس مجلس السيادة وقدرته على تجاوز هذه الأزمة وطي صفحة الحرب.
وقال إن بلاده مستعدة لدعم السودان ومساندته حتى ينهض وينعم بالسلام، مؤكداً رفضه للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني، داعيا المجتمع الدولي للعب دور ايجابي تجاه قضايا السودان.
وأعرب الرئيس الصيني عن تضامنه مع السودان حكومة وشعباً في مواجهة كارثة السيول والفيضانات التي الحقت أضراراً كبيرة بمساكن وممتلكات المواطنين، وأعلن دعم بلاده للسودان بنحو 200 مليون يوان صيني لتلبية الإحتياجات الإنسانية للمتأثرين من الكوارث الطبيعية بالسودان.

لقاء أفورقي:

استقبل رئيس مجلس السيادة، الجمعة، بمقر إقامته ببكين الرئيس الأريتري أسياس أفورقي وذلك على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الصيني الإفريقي.
وقال البرهان إن إريتريا دولة شقيقة للسودان وقفت بجانب السودانيين واستضافت أعدادا كبيرة لجأوا إليها بسبب الحرب مشيداً بمواقف إريتريا الداعمة للسودان.
وأعرب رئيس المجلس السيادي عن شكره وتقديره لإريتريا حكومة وشعباً على تضامنها مع السودان في هذه المرحلة الحرجة من تأريخه.
وحضر اللقاء من الجانب السوداني وزيري الخارجية والمالية والتخطيط الإقتصادي ، فيما حضره من الجانب الإريتري وزير الخارجية.

اتفاقيات عسكرية:

شهد البرهان، الجمعة، بالعاصمة الصينية بكين على هامش مشاركته في قمة منتدى التعاون الصيني- الإفريقي مراسم التوقيع على إتفاق بين منظومة الصناعات الدفاعية و شركة بولي (POLY) الصينية للتعاون الإستراتيجي في المجالات الحيوية والدفاعية بحضور سفير السودان لدى الصين السفير عمر صديق وقيادات المنظومة والشركة الصينية.
يأتي هذا الإتفاق في إطار الإسناد الدفاعي الفاعل في شتي المحاور العسكرية فمن شأن هذه العقود المساهمة في تعزيز و استدامة الجاهزية الدفاعية والأمنية بالدولة.
ووقع عن جانب المنظومة الفريق أول مهندس ميرغني إدريس سليمان المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية ، فيما وقع عن جانب الشركة خويان جيمن المدير العام لشركة بولي الذي أكد بدوره أن هذا الإتفاق مع السودان يعزز مبدأ الشراكة الإستراتيجية التي تربط بين السودان والصين.

الكهرباء حاضرة:

بالمقابل شهد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الجمعة، بالعاصمة الصينية بكين التوقيع على إتفاقيات في مجال التوليد الكهربائي ، بحضور وزير الطاقة والنفط المهندس محي الدين نعيم ووزير المالية والتخطيط الإقتصادي د.جبريل إبراهيم وسفير السودان لدى الصين السفير عمر صديق.
ووقع عن الجانب السوداني المهندس عبدالله أحمد محمد علي إنابة عن شركة كهرباء السودان القابضة،والمهندس عمر طه إنابة عن شركة سونا غاز، ود.مضوي عبدالكريم إنابة عن شركة السودان للتوليد الحراري، فيما وقع عن الجانب الصيني، مدير المشروعات بشركة CMEC ( China Mashinery Engineering Corporstion ).
وقال وزير الطاقة والنفط في تصريح صحفي إن هناك حوجة ماسة لتطوير قطاع الكهرباء في السودان وذلك بعد الأضرار الذي لحقت به بسبب الحرب، مشيرا إلى أن الشركة الصينية سي إم سي التي ستقوم بهذا العمل هي شركة مؤهلة ولها تجارب عديدة في السودان حيث ستشرع في تأهيل محطة الفولة وسيتم تشغيلها عبر الغاز المصاحب لتغطي كل ولايات دارفور، وقال إن الأولوية في العمل ستكون في مناطق الإنتاج الزراعي والتعديني، وأضاف أن الشركة الصينية ستعمل أيضاً على تأهيل خطوط نقل الكهرباء التي تدمرت بسبب الحرب.
وأشار وزير الطاقة والنفط إلى الخبرة الواسعة للشركة الصينية في مجال الطاقة الشمسية، مبيناً أن هناك مساعي لتشغيل محطة ام دباكر عن طريق الغاز أو الطاقة الشمسية الأمر الذي يساعد في ديمومة الإمداد الكهربائي.

البرهان في مقر السفارة:

قام البرهان بزيارة لمقر السفارة السودانية بالعاصمة الصينية بكين، يرافقه وزراء المالية والتخطيط الإقتصادي والطاقة والنفط والخارجية، والوفد المرافق له.
وكان في استقباله بمقر السفارة، السفير عمر صديق سفير السودان لدى الصين وطاقم وأعضاء البعثة السودانية المعتمدة ببكين.
وأشاد رئيس مجلس السيادة بدور السفارة في تطوير وترقية العلاقات الثنائية بين البلدين ورعايتها لمصالح السودان ومتابعة قضايا السودانيين في الصين ومعالجة مشاكلهم، مشيراً إلى العلاقات الراسخة التي تربط بين السودان والصين والتي امتدت لأكثر من ٦٥ عاما، داعياً لبذل المزيد من الجهد للمحافظة على المستوى المتطور بين البلدين، وقال إن هذا الصرح يمثل تجسيدا لمتانة العلاقات السودانية الصينية التي تميزت بالعطاء والاحترام المتبادل، مشيدا بكل العاملين الذين تعاقبوا على العمل في السفارة السودانية ببكين والذين أسهموا في تمتين وتأطير هذه العلاقة.
وفي ختام الزيارة قام رئيس مجلس السيادة بتكريم العاملين من الطاقم المحلي تقديراً لاسهاماتهم وجهودهم في ترقية وتطوير العمل بالسفارة.

Exit mobile version