تقرير – أمير عبدالماجد
قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران في تدوينة له على منصة ( ان سوسيال) التركية إن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البراهان سيزور أنقرة تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، واضاف ان الزيارة ستشهد مباحثات حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في السودان والوضع الانساني والخطوات الكفيلة بتحقيق الاستقرار الاقليمي وكلها عناوين مهمة في سياق ما يدور في السودان وما يدور حوله لكن كما يقول أحد المراقبين لا شيء من هذا سيكون جوهر المباحثات التي تاتي في وقت مفصلي تشهد فيه الأوضاع في السودان متغيرات كبيرة فيما تشهد الساحة الاقليمية ايضا متغيرات لا يمكن تجاوزها لتاثيرها في حرب السودان خصوصاً ما يتعلق بالدعم الاماراتي الكبير لمليشيا ال دقلو وهي تجربة تخوضها تركيا للمرة الثانية بعد أن عرفتها في ليبيا التي تمتلك تركيا فيها قواعد اقتصادية كبيرة ولولا تدخل تركيا وتوفيرها الدعم اللوجستي والبشري لحكومة طرابلس لدخل خليفة حفتر إلى كامل الغرب الليبي واحتله إماراتياً، كما يحتل الشرق الليبي الان. وكانت تركيا قد فرضت معادلة جديدة وقوات حفتر تحاصر طرابلس بل وتسللت في أحايين كثيرة إلى منطقة سوق الجمعة وأقامت ارتكازات لها هنا لكن التدخل التركي ردها عن طرابلس وأنتج معادلة جديدة صحيح لم تحرر كامل التراب الليبي لكنها منعت حليف الامارات خليفة حفتر من السيطرة على ليبيا واحتلال طرابلس رغم حشده لالاف المرتزقة من كل دول العالم وحصوله على دعم مالي ولوجستي مفتوح من أبوظبي.
والزيارة كما يقول مراقبون للتطورات السياسية والعسكرية في السودان لا يمكن قراءتها بعيداً عن زيارات البرهان للسعودية ومصر كما أن الزيارة التي تبدو بروتوكولية ظاهرياً تحمل داخلها ابعاداً مختلفة من اعادة رسم الخارطة السياسية داخلياً واقليمياً إلى صراع النفوذ في المنطقة وهو صراع تتحرك فيه الخرطوم بحذر شديد وفهم لاليات التحول هنا وهناك في السياسة الاقليمية التي لم تعد تحتمل التعامل معها وفقاً لرؤية محور واحد استناداً إلى سرعة التحولات وتاثيرها على الأرض وعدم فاعلية بعض الاطراف في التعامل مع القضايا الملحة دون اجندات معطلة وتحالفات معيقة. ويعتقد الباحث والمحلل السياسي محجوب السيمت أن دخول تركيا على خط الازمة السودانية بصورة مباشرة يعني أن الامور تتجه إلى ترتيبات للنفوذ في الاقليم على الاقل باعادة تموضع القوى الاقليمية التي تربطها مصالح مباشرة بالسودان مثل تركيا النشطة في مجالات الاستثمار والموانئ والمهتمة بامن البحر الاحمر وهي برأيي المشكلة الحقيقية التي تواجهها الامارات التي تتخفي خلف شعارات مثل محاربة الاخوان والارهابيين وغيرها في العداء لتركيا وقطر على سبيل المثال، وأضاف (وجود تركيا بصورة مباشرة يعني الموانئ وأمن البحر الأحمر لكن في كل الأحوال لا اعتقد أن تركيا ستنخرط في الصراع مباشرة كما فعلت في ليبيا على سبيل المثال لكنها وبدرجة كبيرة قد تقدم ما هو أفضل وهو المعلومات فتركيا متقدمة جدا في هذا المجال ولديها قدرة كبيرة في الحصول على المعلومات الحساسة ولديها التكنولوجيا العسكرية ومتقدمة في مجال المسيرات لكن كما قلت لا اتوقع انخراطاً مباشرا بل تعاون مع الأجهزة الرسمية السودانية وتقديم الاضافة وصولا إلى شراكة اقتصادية ستفيد الطرفين)، وتابع (تستطيع تركيا بحكم وزنها الاقليمي أن تخفف الضغط على البرهان الذي يتعرض الان الى ضغوطات هائلة من أجل الدخول في الهدنة التي اقترحتها المبادرة الرباعية ولا اعتقد أن تركيا بعيدة عن الملف واعتقد أن واشنطن طلبت منها التدخل لاقناع البرهان وفقاً للالية التي تعتمدها واشنطن واعلناها ماركو روبيو وزير خارجية امريكا الذي أكد أن بلاده تمارس الضغط عبر حلفاء الخرطوم).
ويعتقد المقدم م نادر العيدروس أن الزيارات التي قام بها القائد العام للجيش مترابطة وسياقاتها واضحة سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وأضاف (تركيا دولة مهمة جداً في الاقليم وزيارة البرهان لها بدعوة من الرئيس التركي فيها اشارات واضحة لداعمي المليشيا ولمن يؤججون الحرب في السودان بالاضافة طبعاً إلى الاهمية التي تحظي بها انقرة وقدرتها على إعادة ترتيب الأوراق في الاقليم وفي السودان)، وتابع (الامارات لا شَك عندي تنظر للزيارة بريبة وشك بالنظر إلى تجربتها في ليبيا)، وختم (السودان يخوض معارك ضارية اعتقد أن الاولوية ستكون للحصول على السلاح النوعي وتقديم الشكر للقيادة التركية على وقفتها مع الشعب السوداني وضمان دورها علي الاقل الاقتصادي بعد انتهاء المعارك وتحرير البلاد واستعادة الدولة كاملة).
