“البجا”يعلنون التصعيد ويقتحمون التلفزيون البزعي.. كلاكيت ثاني مرة

الأحداث – ماجدة حسن

أقدم مواطنون ينتمون لقبيلة البجا على اقتحام مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون واخلاءه من العاملين.
وتأتي الخطوة ردا على مدير الهيئة إبراهيم البزعي الذي هدد المذيعة زينب ايرا بالطرد من التلفزيون لارتدائها الزي البجاوي.
وتسبب خلاف البزعي مع المذيعة التي تنتمي إلى قبيلة البجا في أزمة بالتلفزيون، وتطورت القضية حينما طالب المجلس الأعلى لنظارات البجا وزير الإعلام بإقالة البزعي من منصبه، وأمهله 24 ساعة لتنفيذ المطلب.

أصل الحكاية
قالت المذيعة زينب أيرا إن هويتها ليست عيبا، وأضافت أنه أثناء وجودها باستديوهات تلفزيون السودان والذي يفترض أن يعبر عن كافة أطياف المجتمع السوداني بتعدّده المميز، دار بينها وبين البزعي مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حديثٌ أعرب فيه عن غضبه من ارتدائها “الزي البجاوي” بالقناة، وقالت “تحدث بأسلوب تفاجأت به وهدد بطردي فقط لهويتي”، مؤكدة أن الحديث دار بحضور بعض الزملاء الذين حاولوا احتواء المواقف وتجميل كلامه بأنه “لا يقصد” ولكنه أصر على ذلك، وتابعت قائلة: “عموماً كان ردي هذا الزي هو هويتي ولن أتنازل عنه”، وأضافت “لم أتوقع أن استمع لحديث مِن مَن يشغل منصبا حساسا كإدارة الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون”.

وأكدت إيرا إنها تفتخر بكل زي سوداني يعبر عن السودانيين كلهم بتنوعهم، وشددت على أن ما تمر به البلاد بحاجة لتكاتفهم كسودانيين ونبذ أي فكرة تهدد وحدة البلاد.

إمهال الوزير
بالمقابل وعلى إثر الحادثة أمهل المجلس الأعلى لنظارات البجا، وزير الإعلام السوداني 24 ساعة، لإقالة البزعي من موقعه كمدير للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وقال المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة وتنسيقية مكونات الشرق في بيان “جاء في الأسافير رفض مدير أهم المؤسسات الإعلامية للزي البجاوي الأصيل، عليه نوكد أن هذه العقلية التي تدعو إلى التفرقة والشتات لا تمثل إلا نفسها ونحن لها”.
وأضاف” عليه نمهل وزير الإعلام 24 ساعة، لمغادرة مدير الهيئة، هذا الموقع الحساس الذي يريد أن يبث من خلاله سمومه المريضة، ويدعو إلى التفرقة بين تقاليد وأعراف مكونات السودان. وتابع “المرحلة الآن مرحلة رجال همهم الوطن وليس أجندة أخرى”.
في السياق قال مقرر مجلس البجا، عبد الله أوبشار إن قناعته الراسخة تظل بأن القومية شعار أجوف يمارسه المتسلطون على رقابهم للاستهداف والإقصاء المتعمد،
وأضاف “ولن تقوم للبجا قائمة إلا بتبني خط الانتفاضة لرفع كاهل الظلم ومواجهة عقلية الإقصاء العنصرية والشمولية والمركزية النتنة”.

شهد شاهد
المذيع نادر أحمد الطيب قال إن قومية البزعي لا تحتاج لإثبات، وأشار إلى أنه سبق لتلفزيون السودان تسجيل عشرات السهرات والبرامج بشرق السودان وتحت إشراف البزعي بكامل الألوان والاكسسوارات والتراث البجاوي وهي موجودة بمكتبة التلفزيون، وذكر أن البزعي ظل وعبر برنامجه الصباحي اليومي بالإذاعة السودانية رجلاً قومياً متخصصاً في التراث والفلكلور والثقافات المحلية السودانية حيث وثق في إرشيف الإذاعة مئات الحلقات عن الهوية والتراث البجاوي في شرق السودان.

وأوضح أن المذيعة الجديدة المذكورة مثار اللغط ليست موظفة أو متعاونة في التلفزيون وإنما أتيحت لها الفرصة التدريبية ليتم استيعابها إن أفلحت وهي سياسة معمول بها في التلفزيون، وأضاف ⁠”هناك ضوابط صارمة لإدارة المذيعين تحدد تفاصيل اللبس قومياً أو رسمياً، وتتفاوت الضوابط من مذيع الأخبار حيث تكون أكثر تشدداً وصولاً إلى مذيع السهرات، وهذه الضوابط علمية ومنهجية ساهمت فيها إدارة الهوية بالتلفزيون منذ عشرات السنين، وقال ⁠”هناك ضوابط صارمة للألوان التي يرتديها المذيع أو يستخدمها المخرج بما فيها الألوان الصارخة والمواد البراقة والاكسسوارات اللامعة وتدخل فيها الحناء وغيرها وهي ضوابط علمية بحتة وفقاً لمتعلقات الهوية”، وتابع قائلا “فكما هو معروف هنالك ألوان صباحية تستخدم في البرامج الصباحية وألوان مسائية تستخدم في السهرات والبرامج الليلية وألوان محددة جداً للنشرات الإخبارية وهذا متعارف عليه عالمياً ويدرس في التخصصات الإعلامية”.
وأوضح أن أزياء المذيعين تعتبر من الموضوعات الهامة في برامج تدريب المذيعين في مراكز التدريب الإقليمية والعالمية، وكشف عن إيقاف كثير من النجوم وكبار المذيعين عن العمل لمخالفتهم تلك الضوابط، وقال “وهو أمر معمول به على إمتداد عشرات السنوات ولم نسمع أن اشتكى في يوم من الأيام مذيع أو مذيعة، ولم نتعود أن تخرج مثل هذه الأمور الداخلية إلى الشارع في يوم من الأيام”.
وأكد نادر أن حادثة الحوار العفوي بين البزعي والمذيعة المذكورة كان عابراً ومقتضباً ومختلفاً عما تناولته الأسافير وتم تحميله بما لا يستحق، وتابع” يبدو أن هنالك من يحاول إثارة الغبار في هذا الوقت بالذات لأن الحادثة كانت قبل أشهر، بجانب أن من ⁠يتولى الإشراف على برامج التلفزيون منذ مايو الماضي شيلا وهو من أسرة معروفة من قبائل البجا، وهناك كثيرون من أبناء الشرق يعملون في التلفزيون وهذا يؤكد أنه لا توجد جهوية ولا عشائرية في التلفزيون”.

نفي الهيئة
بالمقابل أوضحت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عبر المكتب الصحفي أن ما أثير عن إبداء البزعي ملاحظات سالبة تجاه الزي الذي ترتديه إحدى المذيعات المنتمية لاحدى مكونات شرق السودان أوضحت أن ما دار من حديث جرى قبل أربعة أشهر لم ترد فيه أي إساءة لأي مكون قبلي بل بات من المستغرب اثارته حاليا.
وقالت الهيئة في بيان إن المدير العام أبدى ملاحظة حول التحية باللغة البجاوية في الأخبار، ونصحها وتقبلت ذلك ثم بدأت تتطور مهنيا، وأشاد بها قبل اسبوع، وأشار إلى تطور أدائها وزحفها نحو النجومية .
وقال البيان “الهيئة العامة إذ تنفي ما نسب للمدير العام من حديث مسيئ للمكون القبلي المشار اليه تؤكد احترامها وتقديرها لكافة المكونات القبلية في شرق السودان، وتدعو لعدم الالتفات لكل ما يصرفنا عن معركة الوطن معركة الكرامة التي تتطلب تكاتف الجميع لتحقيق النصر الكامل على أعداء الوطن”.

Exit mobile version