أخبار رئيسيةالأخبار

الباز: بيان الرباعية “مسخ” صاغته أبوظبي لخدمة أجندتها

الأحداث – متابعات 

انتقد الكاتب الصحفي السوداني عادل الباز في مقاله الأخير ما وصفه بـ«المسخ الرباعي»، في إشارة إلى البيان الصادر عن وزراء خارجية الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات ومصر بشأن السودان، معتبرًا أن نصه جاء مفصَّلًا على هوى أبوظبي وملبّيًا لأجندتها السياسية والعسكرية في المنطقة.

وأوضح الباز أن البيان الأخير ليس سوى نسخة معدلة من مسودة قديمة تعثرت في يوليو الماضي بسبب خلافات داخلية، قبل أن يُعاد تدويره في سبتمبر بصياغة مرتبكة تكشف – حسب قوله – حجم التنازلات التي حصلت عليها الإمارات وأمريكا من الشريكين العربيين. وأشار إلى أن الاستعجال في إصداره ارتبط بتقهقر قوات الدعم السريع الموالية للإمارات أمام الجيش السوداني في كردفان ودارفور.

واعتبر أن استهلال البيان بالإشارة إلى «أسوأ أزمة إنسانية في العالم» محاولة لتسويق هدنة تخدم الميليشيا المنهزمة، في وقت لم تفِ فيه الرباعية بوعودها لتمويل عمليات الإغاثة الأممية، حيث لا تزال الفجوة التمويلية تتجاوز 78% من المطلوب. وأضاف أن استخدام المأساة الإنسانية كسلاح للتدخل الخارجي يمثل قمة التناقض، إذ لم ترَ الرباعية الأزمة تهديدًا للأمن الإقليمي إلا بعد أن بدأت الميليشيا بالتراجع عسكريًا.

وتناول الكاتب بالنقد ما سماه «الاحتيال على النصوص» في البنود الرئيسية، حيث تحوّل الحديث من دعم «مؤسسات الدولة السودانية» إلى صياغات غائمة حول «السيادة ووحدة الأراضي»، بما يساوي بين الجيش النظامي وميليشيا الدعم السريع. كما هاجم البند القائل بعدم وجود حل عسكري للنزاع، متسائلًا: لماذا كان الحل العسكري مقبولًا عندما كانت الميليشيا في موقع الهجوم، وأصبح مرفوضًا الآن بعد أن بات الجيش هو الطرف الأقوى؟

وفي قراءته للبنود اللاحقة، رأى الباز أن الدعوة لتيسير المساعدات الإنسانية تكرار لنصوص «إعلان جدة» الذي لم يُنفَّذ سابقًا، فيما تحاول الفقرة الخاصة بالانتقال السياسي مصادرة حق الشعب في تقرير مصيره عبر استبعاد الأطراف «المتحاربة». أما بند حظر الدعم العسكري الخارجي، فقد جرى تهميشه رغم كونه أصل الأزمة، بهدف التغطية على الدور الإماراتي في تسليح الميليشيا عبر تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى.

واستشهد الباز بتعليق المحلل الأميركي كاميرون هدسون، الذي أكد أن استمرار إنكار الإمارات لدورها في تهريب السلاح إلى الدعم السريع يُفقد البيان شرعيته برمّته. وخلص إلى أن الوثيقة ليست سوى «مهزلة دبلوماسية» تستر فشل المجتمع الدولي، وتعيد إنتاج معادلة تُساوي بين دولة وميليشيا، على حساب دماء السودانيين وسيادة وطنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى