بروكسل – وكالات
في مقال حادّ اللهجة نُشر في 21 نوفمبر 2025، وجّهت عضو البرلمان الأوروبي عن حزب GroenLinks-PvdA مارِيتِه مي انتقاداً لاذعاً للاتحاد الأوروبي، معتبرةً أنه بات يتصرّف مثل «المؤثّرين الذين يقضون إجازاتهم في دبي»، منجذباً إلى البذخ الإماراتي بينما يغضّ الطرف عن الانتهاكات المروّعة وجرائم الحرب في السودان.
وأشارت مي إلى أنّ ما يفعله المؤثّرون في وسائل التواصل—نشر صور فاخرة تحت وسم إعلان أو هدية—تعكس في جوهرها آلية تلميع ممنهجة تعمل عليها الإمارات لصناعة صورة من الرفاهية تخفي وراءها سجلاً مثقلاً بالقمع، الاستغلال، وتمويل النزاعات.
ووفق المقال، فإن الاتحاد الأوروبي «يقبل الهدية» بدوره، مستفيداً من صفقات النفط والغاز والمعادن الحيوية القادمة عبر الخليج، رغم أنّ جزءاً كبيراً من هذه الموارد—خصوصاً الذهب—يصل إلى أوروبا بعد أن نُهب من المناجم السودانية على يد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية. وبذلك، تقول مي، يصبح الاتحاد الأوروبي شريكاً في «اقتصاد مُلطّخ بالدماء».
وتابعت مي أن الإمارات تُعد أكبر مورّد أسلحة لقوات الدعم السريع، رغم ما كشفته المنظمات الدولية من قتل جماعي، واغتصاب ممنهج، وتجويع متعمد بحق المدنيين في دارفور ومناطق أخرى. ومع ذلك—ورغم صور الأقمار الصناعية، والتقارير الأممية، وملايين النازحين—تواصل المفوضية الأوروبية مفاوضات تجارية سرّية مع أبوظبي، من دون أي شروط أو بنود أخلاقية، ومن دون ذكر السودان مطلقاً في جدول الأعمال.
وأضافت أن تصريحات القلق التي تصدر من حين لآخر عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تبقى «فارغة» ما دام الاتحاد يواصل التعاون الاقتصادي بلا ضوابط مع دولة تتورّط—وفق تقارير دولية—في تسليح ميليشيا ترتكب الفظائع.
وختمت مي بدعوة واضحة إلى وقف المفاوضات مع الإمارات فوراً، وفرض التزام أوروبي صارم بتتبّع منشأ المعادن وحظر استيراد الموارد التي لا يمكن التحقق من مصدرها، معتبرةً أن استمرار الوضع الحالي «يجعل الاتحاد متواطئاً، ويقوّي الأنظمة التي تمنح الذهب بيد وتريق الدم باليد الأخرى».
