زين العابدين صالح عبد الرحمن
أصدر الاتحاد الأفريقي يوم الجمعة 21/6/ 2024م بيانا أكد فيه موقفه السابق للحرب الدائرة في السودان ويطالب الأطراف المتحاربة هي القوات المسلحة وميليشيا الدعم السريع بوقف القتال فورا وإعطاء الأولوية لمصالح السودان وشعبه.. ويؤكد في البيان لا يوجد حل عسكري مستدام للصراع وأن الحوار الشامل الحقيقي فقط يمكن أن يؤدي إلى حل مستدام للوضع الحالي، ثم يرجع لخارطة الطريق التي كان قد قدمها الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان والتي اعتمدها “مجلس السلم والأمن” التابع للاتحاد في 27 مايو 2023م.. الملاحظ أن الاتحاد الإفريقي تعود أن يستيقظ من غفوته من خلال الإرشادات التي تقدمها له بعض الدول المؤثرة في العلاقات الدولية خاصة “الولايات المتحدة” و أيضا أصبحت أصابع الإمارات تظهر من خلال تحريكها لقيادات بعض الدول التابعة لمنظمة ” الإيغاد” و التي انحازت للميليشيا، وتعمل لخدمتها، ومحاولة أنقاذها لكي يتم إعادتها مرة أخرى للساحتين العسكرية والسياسية، وتؤجل الحرب لفترة أخرى تكون فيها الميليشيا أكثر قوة مما كانت عليه في 15 إبريل 2023م..
الملاحظة على دور الولايات المتحدة: ومن خلال ممثليها للسودان، أنها أيضا تحاول أن تعيد عجلة الوضع السياسي في السودان لفكرة ” الاتفاق الإطاري” وأن مبعوثها هو الذي أعطى إشارة للاتحاد الأفريقي أن يتحرك في القضية السودانية الآن، حيث كان المبعوث الأمريكي قد صرح يوم الثلاثاء الماضي 18 يونيو 2024م ونقلا عن وكالات الأنباء يقول توم بيرييلو في تصريحه (لدينا خيارات أخرى بديلة إذا لم تبد الأطراف المتحاربة في السودان ما يكفي من الجدية للتوصل لحل سلمي متفاوض عليه) وأضاف قائلا (إن العالم بحاجة إلى التفكير في خطة بديلة، من المحتمل أن تكون قوات حفظ سلام بشكل ما، في إطار الاتحاد الأفريقي أو الأمم المتحدة) ومعلوم أن المبعوث الأمريكي كان قد حضر اجتماعات ” الاتحاد الأفريقي” في أديس أبابا لكي يمرر الأجندة التي يريد تمريرها، حيث يريد إعادة ذات المخطط الذي كانت قد قدمته الإيغاد في اجتماع ما تسمى اللجنة الرباعية الذي عقد في أديس أبابا في يوليو 2023م، وكان قد هدد فيه كل من أبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا ووليم روتو الرئيس الكيني بحضور المجموعة السياسية التي تمثل الجناح السياسي للميليشيا، حيث هدد هؤلاء إرسال قوات من شرق أفريقيا إلى السودان على أن تصبح الخرطوم خالية من السلاح في محيط خمسين كيلومتر، الملاحظ هو ذات المخطط الذي يشير إليه الآن بيان الاتحاد الأفريقي، والغريب في الأمر؛ أن بيان الاتحاد الأفريقي لم يشير مطلقا إلى الدول الداعمة للميليشيا والدول المجاورة للسودان ويمر عبرها السلاح والمقاتلين لدخول السودان، مما يؤكد كبر حجم المؤامرة على السودان من عدة دول واستخدام قيادات سودانية فيها…
وإذا انتقلنا إلى دائرة أخرى لها مشاركة فاعلة في الحرب، نجد أن السجال الحاد الذي تم بين مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة ومندوب الإمارات التي تقوم بدعم الميليشيا بالسلاح والتشوين وحشد المرتزقة المقاتلين من تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان وأثيوبيا، هذا السجال قد جعل الإمارات تتخوف من عواقب هذا الاتهام، وقد ظهر في رد مندوبها الذي عجز أن يتعرض لتفنيد اتهامات السودان على دولته، وذهب في حديثه لإتجاه آخر يؤكد فيه أن دولته لا تعترف أن المندوب السوداني يمثل دولة السودان بل يمثل الجيش، وأيضا تخوفت الإمارات بعد اعتماد مجلس الأمن الوثائق التي قدمها السودان والتي تدين الإمارات.. لذلك كان لابد أن تحرك كل قيادات الدول التي توظفها من أجل دعم الميليشيا والذين يقفون معها..
رغم أن البعض يحاولون نفي موقفهم المؤيد للميليشيا، ولكن تفضحهم تصريحاتهم، خاصة أسامة سعيد القيادي في ” تقدم” والذي تحدث لقناة “الجزبرة مباشر” وكرر حديث مندوب الإمارات أن مندوب السودان لا يمثل السودان بل يمثل الجيش، وهو يفتقد للشرعية، وقال إن عبد الله حمدوك يمثل الشرعية رغم أن حمدوك نفسه نفى ذلك من خلال الاتفاق الذي كان قد وقعه مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور حيث وقع بإسم رئيس وزراء السودان السابق، تأكيدا على إستقالته، الغريب أن بعض القيادات لا تطلع على مواثيق المنظمات العالمية وعن ماذا تنص، فهل الأمم المتحدة تقبل منظمات أو مناديب مؤسسات؟ أن الأمم المتحدة تقبل مناديب الدول، وحتى أنها لا تقبل مذكرات وبيانات من هيئات.. وأسامة سعيد ذهب مع البيان الذي كان قد أصدرته ” تقدم” تقول فيه إن مندوب السودان يمثل أحد طرفي النزاع.. أن حرب السودان ليست هي ساحات القتال الدائرة الآن في السودان، بل هي حرب متعددة الأطراف والدول التي تسعى على الاستحواذ على ثروات البلاد، والعمل على تقسيم البلاد، وتعمل معها قيادات سودانية دون مبالية بالعواقب… نسأل الله حسن البصيرة..