الأحداث – وكالات
سلّطت صحيفة The Observer البريطانية، في تحقيق موسّع، الضوء على ما وصفته بالدور “المحوري والخفي” الذي تمارسه دولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب الدائرة بالسودان، مشيرة إلى أن أبوظبي أسست بنية إمداد عابرة للحدود عبر تشاد، أسهمت في تعزيز قدرات مليشيا الدعم السريع وتمكينها من التوسع ميدانياً، خصوصاً في إقليم دارفور.
وبحسب التحقيق، فإن الدعم الإماراتي لا يُقدَّم بصورة مباشرة داخل السودان، بل يعتمد على “قنوات غير رسمية” ومسارات نقل عبر دولة ثالثة. وذكرت الصحيفة أن الإمارات تستفيد من منشآت أقامتها في تشاد، تشمل مستشفى ميداني ومركزاً لوجستياً يستقبل شحنات جوية يُعلن أنها تحمل مساعدات إنسانية، قبل أن يُعاد توجيه جزء منها — وفق مصادر استخباراتية غربية — إلى قوافل برية تتوجه نحو دارفور لتعزيز قوات الدعم السريع.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الأمريكي في شؤون القرن الأفريقي، كاميرون هادسون، قوله إن هذه الآلية خلقت “حلقة نار” حول السودان، عبر ربط طرق إمداد مستمرة عبر الحدود الغربية، ما منح قوات الدعم السريع قدرة على مواصلة العمليات العسكرية في مناطق كانت معزولة عن خطوط الإمداد التقليدية للقوات الحكومية، وساهم في سيطرتها على مدن استراتيجية وتمددها غرباً.
ورغم هذه الاتهامات، تنفي الإمارات بشكل قاطع تقديم أي دعم عسكري، وتؤكد أن ما ترسله هو مساعدات إنسانية خالصة. إلا أن الصحيفة تشير إلى غياب الشفافية بشأن طبيعة الشحنات والجهات التي تدير عمليات النقل داخل تشاد، لافتة إلى أن بعض الأنشطة تتم عبر “شبكات طرف ثالث” بعيداً عن الهياكل الرسمية.
ويخلص التحقيق إلى أن السودان تحول إلى ساحة “حرب بالوكالة”، تُعاد فيها صياغة توازنات القوة عبر تدفقات السلاح والمال وشبكات الذهب واللوجستيات الإقليمية. ويرى محللون أن سقوط مدينة الفاشر مثال صارخ على الدور الحاسم لهذه الإمدادات في ترجيح كفّة الصراع، بينما تستمر الكلفة الإنسانية في التصاعد وسط مشهد إقليمي مضطرب وسلام لا يزال بعيد المنال.
