الأمم المتحدة: شهادات مروّعة من الفاشر تؤكد وقوع مجازر ممنهجة

الأحداث – وكالات
في مقابلة بُثّت على شبكة CNN بتاريخ 17 نوفمبر 2025، قال توم فليتشر، منسّق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، عقب عودته مباشرة من دارفور، إن ما سمعه من الناجين وما شاهده في الطريق إلى الفاشر “يفوق الوصف”، مؤكداً توثيق نمط ثابت من القتل الجماعي والاغتصاب الجماعي والهجمات من منزل إلى منزل نفذتها مليشيا الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضح فليتشر أنه التقى أعداداً كبيرة من الفارين على الطرق بين الفاشر وطويلة وكوما، معظمهم “ما يزالون يحملون آثار الرعب والهرب”. وروى قصة شابة شاهدت مقتل جارتها وزوجها أمامها، ثم حملت طفل الجارة المصاب بسوء التغذية طوال الطريق قبل أن تتعرض لهجوم ينتهي بكسر في ساقها. وقال إن “هذه ليست حالة فردية، بل واحدة من عشرات الشهادات المتطابقة التي نستمع إليها يومياً”.

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأمم المتحدة تمتلك “كماً كبيراً من الأدلة” جُمعت من الناجين ومن الشركاء الإنسانيين، لكنه تجنّب الخوض في تفاصيل طرق جمعها حفاظاً على سلامة العاملين الإنسانيين “الذين استُهدفوا مباشرة خلال الصراع”. ودعا إلى إدخال محققين دوليين “بشكل عاجل ووفق ضمانات تضمن الاستقلال والحياد”.

وأكد فليتشر أن محاولات الدعم السريع “إخفاء جرائمها عبر مقاطع دعائية سخيفة أو تلميع إعلامي على بعض القنوات” باءت بالفشل أمام حجم الأدلة المتاحة.

كما تحدث عن لقائه بالفريق أول عبد الفتاح البرهان في بورتسودان، مبيناً أنه تلقى منه “التزامات واضحة” بالسماح بوصول الأمم المتحدة إلى المناطق المتضررة بناءً على الاحتياج. وأضاف أن المنظمة “ستحاسب جميع الأطراف على تنفيذ هذه الالتزامات”. وأشار إلى أنه ناقش أيضاً مع قيادة الدعم السريع مسألة الوصول إلى الفاشر، وتلقى وعوداً مشابهة، لكنه شدد على أن أي دخول “لن يتم إلا وفق شروط الأمم المتحدة”.

وخلال المقابلة، طرحت مذيعة CNN الاتهامات المتعلقة بدور الإمارات في الصراع، في ظل اتساع نطاق التقارير التي تتحدث عن إمدادها مليشيا الدعم السريع بالسلاح. ورغم امتناعه عن التعليق المباشر بحكم موقعه، أكد فليتشر أن المساءلة يجب أن تشمل من يطلق النار، ومن يعطي الأمر، ومن يزوّد بالسلاح.

وفي ختام حديثه، قال إن خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في السودان ممولة بنسبة 32% فقط، ما يضطر الوكالات لاتخاذ “قرارات مؤلمة يومياً”، مشدداً على أن السودان “لا يحتاج المزيد من الأسلحة، بل يحتاج الغذاء والدواء والماء… وقبل كل شيء السلام”.

Exit mobile version