الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: المدنيون في الفاشر يواجهون الموت جوعًا ويحتاجون إلى حماية عاجلة وممرات آمنة

أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا عاجلًا بشأن الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر بشمال دارفور، حيث يواجه أكثر من ربع مليون مدني خيارات وُصفت بالمستحيلة بين البقاء تحت الحصار أو محاولة الفرار عبر طرق محفوفة بالعنف والنهب.
وقالت دينيس براون، منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، إن المدنيين العالقين يواجهون أعمال قتل خارج القانون وعمليات خطف واعتقالات تعسفية، إلى جانب قصف عشوائي للأسواق والمستشفيات ودور العبادة، في ظل استمرار حصار المدينة منذ أكثر من 500 يوم.
وأكد البيان أن القانون الإنساني الدولي يلزم جميع الأطراف بحماية المدنيين وضمان الممرات الآمنة للراغبين في مغادرة المدينة، مع ضرورة بقاء طرق الخروج مفتوحة وآمنة. وأوضح أن من يبقون داخل الفاشر يحتاجون إلى الحماية أيضًا، وإلى وصول فوري للغذاء والماء والإمدادات الطبية الأساسية.
وشددت الأمم المتحدة على أن الحصار يجب أن يُرفع فورًا، وأن تُوقف الهجمات العشوائية، مع إصدار أوامر واضحة لمنع العنف الجنسي والهجمات ذات الدوافع العرقية. وحمّل البيان القادة العسكريين والسياسيين المسؤولية الكاملة عن أفعالهم بموجب القانون الدولي، الذي يفرض حماية المدنيين.
كما دعا البيان إلى حماية المستجيبين المحليين والعاملين في مجال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا لإيصال المساعدات.
وأكدت الأمم المتحدة أن “خطوات فورية” مطلوبة لحماية السكان وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل حر ودائم إلى المدينة، ولضمان مغادرة المدنيين الراغبين في ذلك بأمان وطواعية.
ويأتي هذا النداء بينما يتفاقم الوضع في الفاشر، آخر مدينة كبرى في دارفور ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني وحلفائه، في مواجهة قوات الدعم السريع، وسط تجاهل دولي متزايد للأزمة الإنسانية التي تُعد الأكبر عالميًا.



