الأمم المتحدة: تجاهل أزمة السودانية ينطوي على عنصرية دولية

الاحداث – وكالات 

أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق بالغ إزاء التصعيد المتواصل للعنف في السودان، ولا سيما في إقليمي كردفان ودارفور، محذرًا من تفاقم المعاناة الإنسانية واتساع رقعة النزوح القسري.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك بتاريخ 22 ديسمبر 2025، أشار دوجاريك إلى ارتفاع حاد في أعداد النازحين، خاصة في جنوب كردفان، حيث وصلت مئات الأسر إلى مناطق أخرى بحثًا عن الأمان. كما أوضح أن أكثر من 107 آلاف شخص نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها منذ أواخر أكتوبر، معظمهم في موجات نزوح متكررة.

وسلط المتحدث الأممي الضوء على تدهور خطير في القطاع الصحي، كاشفا عن تسجيل 65 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية خلال عام 2025، أسفرت عن أكثر من 1,600 وفاة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. ودعا إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين وضمان حماية المنشآت الطبية والعاملين فيها.

ورداً على سؤال بشأن تصنيف السودان باعتباره “الأزمة الأكثر إهمالاً في العالم لعام 2025” وفق استطلاع لمنظمات إغاثية، قال دوجاريك إن هذا الإهمال لا يعود إلى الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية، مؤكدًا:

“نحن نحاول يوميًا إبقاء السودان في صدارة الأخبار. لماذا يُهمل؟ لو كان الأمين العام هنا، لربما قال إن هناك عنصرًا من العنصرية؛ إذ لا يحظى ما يجري في أفريقيا بالاهتمام الإعلامي نفسه الذي تحظى به أزمات في مناطق أخرى من العالم.”

وأضاف أن الأمين العام “محبط للغاية” من غياب التقدم السياسي واستمرار المعاناة، داعيًا جميع الأطراف المعنية — الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، وكذلك القوى الإقليمية والدولية — إلى تغليب مصلحة الشعب السوداني والعمل الجاد لوقف العنف.

وقد أثارت هذه التصريحات اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، نقلته وسائل إقليمية ودولية، مع تفاوت في العناوين؛ إذ بالغ بعضها بالحديث عن “عنصرية دولية”، بينما ركّز التصريح الأصلي على قصور الاهتمام الإعلامي العالمي واحتمال وجود بُعد تمييزي في تغطية الأزمات.

وتظل الأزمة في السودان أكبر كارثة إنسانية في العالم حاليًا، مع أكثر من 12 مليون نازح ومستويات تمويل إغاثي متدنية لا تواكب حجم الاحتياجات المتزايدة.

Exit mobile version