الأمم المتحدة: استمرار تدفق اللاجئين السودانيين يفاقم الأزمة الإنسانية بالجنوب
الأحداث – متابعات
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن استمرار النزاع في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية بالنسبة للاجئين السودانيين والمجتمعات التي تستضيفهم في جنوب السودان.
جاء ذلك في مسح النزوح القسري الذي نشرت المفوضية نتائجه.
وشمل المسح – الذي أجرته المفوضية حتى نهاية 2023 حوالي 3,100 أسرة في جنوب السودان وأظهر أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة يواجهون تحديات مماثلة تؤدي إلى تفاقم مخاطر الحماية والحد من فرص الاعتماد على الذات.
وأظهر المسح أيضاً أن الفارين إلى جنوب السودان غالباً ما يصلون إلى المناطق الريفية ذات الخدمات الأساسية المحدودة وارتفاع معدلات البطالة ونقص فرص التعليم وضعف البنية التحتية واكتظاظ الملاجئ.
وأشار المسح الأممي إلى أنه لا يزال انعدام الأمن الغذائي هو التحدي الأبرز، إذ يعاني حوالي 74% من اللاجئين والأسر المضيفة الذين شملهم الاستطلاع من الجوع، وشهد أكثر من خُمس المجموعتين انخفاضاً في دخلهم من جميع المصادر مقارنة بالعام السابق.
وأضاف التقرير الأممي أن الأزمة الحالية تسببت بالسودان في نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين والعائدين إلى جنوب السودان، مما زاد من عدد اللاجئين في المناطق المتضررة بالفعل من العنف القبلي ونقص الخدمات، فيما تعثر اقتصاد جنوب السودان أكثر بسبب الحرب في السودان، نتيجة لإغلاق خط أنابيب النفط الرئيسي في البلاد.
وقالت ماري هيلين فيرني، ممثلة المفوضية في جنوب السودان: “يعيش الملايين من جنوب السودان تحت خط الفقر، وتؤثر الحرب في السودان بشدة على اقتصاد البلاد. في هذا السياق، يعد دمج اللاجئين أمراً صعباً بشكل خاص، ومن الأهمية بمكان أن نربط الآن المساعدات الإنسانية ببرامج تحقيق الاستقرار والتنمية إلى أقصى حد ممكن”.
ونبهت المفوضية إلى أن مستويات المياه العالية غير المسبوقة في بحيرة فيكتوريا وتوقعات هطول أمطار أعلى من المتوسط في جميع أنحاء المنطقة تهدد بتفاقم الوضع المتردي بالفعل، لافتةً إلى أنه تسببت الفيضانات الشديدة والمستمرة على مدى السنوات السابقة في إلحاق أضرار بالغة بالمحاصيل والأراضي الزراعية والبنية التحتية الزراعية، مما أثر على إنتاج الغذاء وسبل العيش.
وأضافت فيرني إن جنوب السودان هي موطن لعدد كبير من السكان الشباب. “ويحتاج العالم إلى الاستثمار فيهم، ومنحهم الأدوات والفرص لبناء مستقبل أفضل”، مشيرة إلى أن حكومة جنوب السودان، وعلى الرغم من التحديات، إلا أنها فتحت أبوابها لتوفير الأمان للفارين من الحرب في السودان.