كشفت دراسة أجرتها جامعة وارسو أن اللون الأزرق كان اللون الأكثر شعبية للملابس التي يرتديها سكان دنقلا القديمة.
دنقلا القديمة كانت عاصمة مملكة المقرة النوبية، الواقعة في ولاية شمال السودان على الضفاف الشرقية لنهر النيل.
برزت المقرة في القرن الخامس الميلادي بعد انهيار مملكة كوش النوبية. وفي أوجها، بسطت المقرة نفوذها على طول نهر النيل من الجندل الثالث إلى المجرى الجنوبي لأبي حمد، لتشمل أجزاء من شمال كردفان.
تأسست دنقلا القديمة داخل أسوار قلعة تعود للقرن الخامس بعد أن قام الحكام الأوائل بنقل العاصمة من نبتة. وتطورت مدينة حضرية كبرى حول أسوار القلعة، إلى جانب القصور والمباني العامة والكنائس والمقر الملكي، وكانت بمثابة نقطة انطلاق مهمة للقوافل غربًا إلى دارفور وكردفان.
أظهر تحليل المنسوجات والأقمشة أن اللون الأزرق كان لون الملابس الأكثر شعبية لسكان دنقلا القديمة، ونشرت نتائجه في مجلة قياس الآثار.
وقالت الدكتورة ماجدالينا فونياك من المركز البولندي لعلم آثار البحر الأبيض المتوسط (CAŚ) بجامعة وارسو: “غالبًا ما يواجه علماء الآثار الذين يجرون أبحاثًا في إفريقيا نقصًا في المصادر المكتوبة نظرًا لأن تقليد النقل الشفهي للمعلومات هو السائد هناك. ويمكن تعلم الحياة اليومية لسكان دنقلا القديمة – بما في ذلك إنتاج المنسوجات المحلية والصباغة – من خلال دراسة الثقافة المادية للمجتمع.
ومن خلال فحص المنسوجات التي يعود تاريخها إلى القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر ، وجد الباحثون أن اللون الأزرق كان اتجاهًا شائعًا على مر القرون. بالإضافة إلى ذلك، حدد الفريق أن مصادر الصبغة تأتي من مواد نباتية وحيوانية.
وأضافت ماجدالينا : “البحث الذي نقوم به الآن يشير إلى أن اللون الأزرق كان لونًا مهمًا. ولها تاريخ طويل في وادي النيل يعود إلى العصور القديمة. حيث يعتقد السكان الأوائل انه بمثابة حماية لهم ضد الشر.
