(الأحداث) تروي القصة الكاملة لجلسة مجلس الأمن
الأحداث – خاص
في اجتماع مجلس الأمن في يوم الجمعة الماضية أودع السودان رسالة ثانية بعد رسالة الشكوى الأولى التي تقدم بها السودان ضد دولة الامارات، وجاءت الرسالة الثانية على خلفية رسالة مندوب الإمارات التي تنفي فيها دعمهم ورعايتهم للجنجويد.
وفي الرسالة أكد السودان على جميع ما نقله للمجلس كتابةً أو شفاهة،ودعا المجلس للإضطلاع بمسؤولياته وعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة العدوان الإماراتي.
بعدها قادت بعثة السودان تحركات مكثفة مع أعضاء مجلس الأمن حتى اقتنعت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، التى تمثلها حالياً مالطا، بعقد الاجتماع بصيغة (اجتماع خاص)، ووفقاً لقواعد إجراءات مجلس الأمن، فإن الاجتماعات الخاصة هي اجتماعات مغلقة تتيح للبلدان المعنية المشاركة فيها إن رغبت، وقد استعدت بعثة السودان للمشاركة فيه،
وكان السودان قد رصد نشاطاً كبيراً مقاوماً لعقد الاجتماع من دولة الإمارات وفي وقت متأخر من ليل الأحد ٢٨ أبريل، وقبل ساعات قليلة من موعد الاجتماع في العاشرة من صباح أمس أرسلت بريطانيا رسالة لمالطا وأعضاء مجلس الأمن الآخرين تطلب إرجاء موضوع رسالة السودان بسبب وصول رسالة السودان مع بداية عطلة نهاية الأسبوع وعدم توفر ترجمة رسمية للرسالة، أضافت الرسالة أن بريطانيا تسعد، مع ذلك، بإقامة الاجتماع المقترح ليناقش الوضع السوداني عموماً، سارعت أمريكا بتأييد هذا الطلب، علما أن بريطانيا، ووفقاً لأدبيات مجلس الأمن وقواعد عمله، تعتبر الدولة (حامل القلم) وهي صفة تجعلها معنية بملفات وقضايا السودان في مجلس الأمن، ولذلك فإن رأيها حول الموضوع يحظى بتأثير وسط المجلس وإزاء هذا التطور وفي ظل عدم اعتراض دول أخرى في المجلس على الطلب البريطاني بسبب تفاعلات في العلاقات الثنائية بين تلك الدول والإمارات، قررت مالطا المواصلة في الاجتماع على النحو الذي اقترحته بريطانيا، وقد هيمن عليه موضوع الفاشر والوصول الإنساني والتدخلات الخارجية المؤججة للصراع، بشكل عام.
وقد تكشّف لاحقا أن الإمارات مارست ضغوطاً شديدة على بريطانيا لمنع قيام الاجتماع بالأساس، وقد وظفت الإمارات في ذلك بعض الأدوات ومن بينها إلغاء اجتماعات وزارية مشتركة، على النحو الذي كشفته صحيفة التايمز في عددها بالأمس.
وتوقعت مصادر مطلعة استمرار الدبلوماسية لفرض مزيد من الضغوط على الامارات لوقف دعمها للجنحويد خاصة أن الإمارات أصبحت شديدة التوتر من التعريض باسمها من جانب السودان داخل أروقة مجلس الأمن.
ومن المهم الإشارة إلى أنه في تاريخ التدخلات الإماراتية السالبة في بلدان مثل ليبيا واليمن وغيرها، لم تعرضها أي دولة للإذلال على النحو الذي يفعله بها السودان حالياً. والإمارات عموماً حساسة تجاه صورتها الدولية كموئل للتجارة والاستثمار والخدمات المالية، وكشريك إقليمي ودولي موثوق به، لذلك فإن إضرار السودان بتلك السمعة سيؤذيها وينفع السودان .
واكد المصدر أن جهود السودان الدبلوماسية ستتصاعد لحشر الإمارات في الزاوية وتحميلها العواقب السياسية والقانونية لأفعالها.