رأي

اعمار السودان ( المعاني قبل المباني )

 

أبوبكر الشريف التجاني

بسم الله الرحمن الرحيم

به نبتديء وبنينا محمد

صلى الله عليه وسلم نقتدي

اما بعد

فقد تحدثت في المقال السابق عن اهمية التعليم

العام الحكومي الاجباري

الجيد وهو العظم الذي

يبنى عليه العصب واللحم

والشحم والعروق التي

يجري فيها الدم وهو بمثابة

الهيكل العظمي السليم للجسد

او بمثابة الهيكل والاساس

المتين للعماران القوي الشامخ

وايضا في تعريفه يطلق عليه

التعليم الأساس . فاذن كلمة

اساس تعني الاصل للأشياء.

اردت وقصدت بكلمة المباني

هي البنية التحتية للدولة

من منشآت ومشروعات

مادية. ثم اردت وقصدت

بكلمة معاني هي تنمية

الموارد البشرية للدولة

الناهضة فلاتتحق ذلك

الا في ظل التعليم الجيد

وكلمة جيد تعني الشيء

المفيد المتقن والمحكم

الذي يرى اثره الطيب

في حياة الناس عكس

التعليم الغير جيد الذي

نعيشه الان في الدولة

السودانيه ونتجرع اثره

الغير طيب في حياة الناس

نقصد بحياة الناس ، الحياة

الاجتماعية والعلمية والثقافية والفنية والرياضية.

فنجد الدول الرائدة والراشدة

هي التي تهتم بالتعليم وتضع

له الدراسات والخطط والتمويل عكس الدول المتخلفة والحكومات الفاسدة

التي تنظر الى مسألة الصرف

على التعليم من الوزارات الغير منتجة وغير مفيدة

في المدى القريب فلاتعول

على الصرف عليها كثيرا

لانها ليس من اولوايتها في

سياساتها الفاسدة بل واحيانا

قد تجني عليها بالعبث وتغير

وضع المناهج التي تناسب

توجها السياسي مما يدخل

العملية التعلمية في نفق

مظلم .

بالنسبة للدولة السودانية

يجب عليها في اعمار السودان بعد الحرب ان

تبدأ باعمار واعادة وتأهيل

التعليم العام والحكومي وتوقف التعليم الخاص

تدريجيا . ثم تقوم باعادة

ومراجعة الخطط التي وضعت للتعليم العام منذ

الستينات . وتأهيل معاهد

المعلمين . والتقليل من انشاء

كليات التربية التي لا تسمن ولاتغني من جوع ليس لها

علاقة بالمناهج . وخريج كلية

التربية لم يعد اعدادا جيدا ولم يؤهل تأهيلا يمنكنه من

اداء وظيفته التعليمية والتربوية يجب النظر في

كليات التربية والتعليم.

على الدولة السودانية الرائدة

ان تعيد المدارس الحكومية

القومية العريقة مثل حنتوب

ووادي سيدنا وخور طقت

والمدارس النموزجية القومية

مثل خور عمر وسنار الثانوية

التي اصبحت جامعات لاتسمن ولاتغني من جوع وفي الحقيقة هي جامعة

قامت لطمس هوية وتاريخ

هذه المدارس العريقة التي

خرجت اجيال من العلماء

والسياسين والادباء والفنانين

والمبدعين. يجب على الدولة

السودانية الرائدة ان تبدأ بالتعليم العام الحكومي وان

تعود وتاخذ ماتركته من ارث

عظيم في العملية التعليمية ثم تدعم ذلك الارث بما ظهر

من مستجدات ومتغيرات لان

المعلومة متجددة وان الاصل

في الحياة التغيير ليس الثبات .ان تفير الى الاحسن

والافضل ماصاحب العالم

من تكنولوجيا وانفجار في

المعرفة .

ويجب على الدولة السودانية الرائدة ان تراجع سياسة التعليم العالي . وتجفيف هذه

الجامعات وتفريغ العاصمة الخرطوم من هذه الجامعات

والكليات المترهلة .

واخيرا وليس اخرا ماكتبته

من مقال هو مجرد محاولة

يقبل فيه التغير والتعديل

والعظيم في الامر هو شارات

وقد يكون تشخيص للحالة

التعليمية في السودان يحتاج

الى التصحيح والتصويب في

بعض المواطن لان الآراء الصايبة تكمل بعضها البعض

حتى تكتمل الصورة جليا.

وكلنا امل وثقة ان يعود

التعليم في السودان قويا

معافا .

والله المستعان

والسلام على من اتبع الهدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى