تقارير

استعادة ود مدني ..مكاسب اقتصادية

 

تقرير – رحاب عبدالله

أكد خبراء اقتصاد أهمية استعادة مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة وتطهيرها من مليشيا الدعم السريع ، وشددوا على أهمية ود مدني بالنسبة للاقتصاد السوداني التي تبدأ بموقع ولاية الجزيرة الجغرافي لانها تربط بين 5 ولايات سودانية، وبها أكبر مستودع للوقود فضلا عن انها تعد شريان غذاء السودان لوجود مشروع الجزيرة، بالإضافة إلى أن بها كثير من المصانع إذ ان الصناعة كانت تتمركز قبل الحرب في الخرطوم والجزيرة كما أن كثير من اصحاب المصانع بعد الحرب وقبل سقوط الجزيرة نقلوا صناعتهم إلى هنالك.

واكد الخبير الاقتصادي د.هيثم ان استعادة الجزيرة تعني عودة الأمل والحياة إلى كل الشعب السوداني، فالجزيرة الخضراء هي قلب السودان النابض خاصة في الشق الاقتصادي متمثلا في عودة الأنشطة والأسواق والمشاريع الاقتصادية في المدينة التي تُعتبر مركزًا اقتصاديا مهما، خاصة القطاعات الزراعية والتجارية، وإعادة ترميم البنية التحتية المتضررة مثل الطرق والمرافق الصحية والمؤسسات التعليمية.

*مركز اقتصادي*

وقال هيثم فتحي في حديثه ل(الاحداث) ان ولاية الجزيرة وعاصمتها ود مدني تربط بين ولايات سنار والنيل الأزرق جنوبا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقا، والنيل الأبيض وكردفان ودارفور غربا، ونهر النيل والشمالية والخرطوم شمالا. وتعد مركزا اقتصاديا لاحتضانها مشروع الجزيرة، وهو أكبر مشروع زراعي في أفريقيا، ويمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، بالاضافة الى انها تشتهر بإنتاج المحاصيل الزراعية مثل القطن والقمح والذرة.

*التحكم في القطاع الزراعي*

وأكد هيثم فتحي بان السيطرة على ولاية الجزيرة ، تتيح للجيش السوداني تحكما أكبر في القطاع الزراعي، الذي يُعد من أهم مصادر الدخل في البلاد،كما تعد المدينة الاقتصادية الأولى والثانية من حيث الكثافة السكانية فضلا عن انها تضم أكبر مستودعات للوقود بعد الخرطوم، كانت تعمل على تغذية وسط وغرب السودان، بعد خروج مستودعات ولاية الخرطوم عن الخدمة.

واشار الى ان هناك منطقة المناقل الصناعية وهي امتداد لمشروع الجزيرة، وتضم الكثير من المصانع وقد انتقل إليها العديد من رجال المال والأعمال بعد تدمير البنية الاقتصادية بالعاصمة الخرطوم.

*أكبر مشروع ري انسيابي في افريقيا*

من ناحيته قال الخبير المصرفي وليد دليل ان ولاية الجزيرة تتمتع بأهمية اقتصادية كبرى، حيث يتمركز فيها أكبر مشروع ري انسيابي في القارة الإفريقية، يبلغ 2.2 مليون فدان، ويعد المشروع مخزونًا استراتيجيًا للمحاصيل الأساسية من القمح والذرة، وباستمرار الحرب في الولاية، قد يتأثر الموسم الزراعي فيها، وبالتالي تتزايد أزمة الغذاء في البلاد.

لافتا في حديثه ل(الاحداث) ان سيطرة “مليشيا الدعم السريع” على مدينة “ود مدني” ترجع إلى أهميتها الاقتصادية، حيث تضم أكبر مستودعات للوقود بعد الخرطوم، وتعمل على تغذية وسط وغرب البلاد بعد خروج مستودعات ولاية الخرطوم عن الخدمة نتيجة للحرب القائمة.

*دباغة الجلود ومصانع النسيج*

واوضح دليل ان المدينة اشتهرت بصناعة الأحذية ودباغة الجلود ومصانع النسيج، وتضم المدينة مصانع البسكويت والصابون ومحاصيل القطن، إضافة إلى أنها تضم 5 أسواق وهي السوق الكبير والسوق الصغير والسوق الشعبي والسوق المركزي وسوق “أم سويقو” وهو من الأسواق المشهورة ببيع الأسماك.

*مستودعات وقود*

واضاف دليل ان استهداف منطقة “أم عليلة” شرق مدينة “ود مدني” ذات أهمية كبرى بالنسبة لميليشيا “الدعم”، حيث تحتوي المنطقة على مستودعات الوقود الرئيسية لولاية الجزيرة عبر الخط الناقل للبترول، الأمر الذي أدى إلى سيطرة الدعم على مصفاة “الجيلي” للبترول بالخرطوم بحري منذ بدء الحرب، إلى أن تم قصفها في 6 ديسمبر 2023 للمرة الرابعة مع تبادل الاتهامات بين الجيش والدعم حول مسؤولية قصفها، مما جعلها تخرج عن الخدمة.

*موارد بترولية*

وتابع دليل ،خروج مصفاة “الأُبيّض” عن الخدمة أيضًا في يوليو 2023، وبذلك تظل المصفاة الثالثة والوحيدة قيد التشغيل ببورتسودان، وكانت قد سيطرت ميليشيا “الدعم” على عدد من حقول إنتاج النفط بإقليمي كردفان ودارفور، ولكن خرجت جميعها من الخدمة، لذلك سيطرت على محطة “العيلفون” التي ترتبط بالخط الناقل والتي تعمل على تنشيط الخط، وذلك لأن البترول السوداني يحتوي على مادة شمعية لضمان الضخ.

وعليه، بخروج الحقول من الخدمة وتوقف محطة “العليفون” ومصفاتي الجيلي والأبيض، بدأت الدعم بدخول ولاية الجزيزة بمنطقة أم عليلة، ومن ثم مستودعات ولاية الجزيرة، وقد يترتب على ذلك الحاجة إلى استيراد البترول لتغطية الاحتياجات، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبرى نتيجة الصرف على الحرب، إضافة إلى أن الضرر الأكبر قد يرتكز على ميليشيا “الدعم السريع” التي قد تضطر للبحث عن موارد بترولية عبر الحدود لخريطة مناطق سيطرته، وهو ما تقوم به الآن. بينما يمتلك الجيش البدائل ولكن بتكلفة النقل لكي يتم إيصالها إلى مناطق سيطرته.

ويعد مشروع الجزيرة الذي يقع وسط السودان في السهل الطيني الممتد بين النيلين الأزرق والأبيض من منطقة سنار إلى جنوب الخرطوم عاصمة السودان، من الركائز الأساسية للاقتصاد والأمن الغذائي في السودان منذ إنشائه عام 1925، لما ينتجه من محاصيل مهمة تسهم بشكل كبير في توفير قوت السودانيين.

*تقلص المساحات المزروعة*

لكنّ وليد دليل اكد ان هذا المشروع تأثر كثيراً بالحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023، ويربط كثير من الخبراء الزراعيين بين أزمة الغذاء في السودان ووصول الحرب إلى مشروع الجزيرة، حيث انه منذ بداية دخول القوات المتمردة هَجَر آلاف المزارعين في مشروع الجزيرة مزارعهم ونزحوا ، ما أثّر كثيراً في الموسم الزراعي وأدى إلى تقلص المساحات المزروعة وتوقف التمويل البنكي.

كما أدى عدم توفر الأمن وتأخر وصول المدخلات الزراعية من تقاوٍى وأسمدة وغيرها من المواد اللازمة، إلى تراجع الإنتاجية في مشروع الجزيرة، مشيرا الى تأثر بنك الموارد الجينية وشُرد المفتشون الزراعيون ومفتشو الري ونُهبت عرباتهم، وهم الذين يقومون بالدور الإرشادي والتوعوي ومتابعة المحصول.

*تحديات إعادة الاعمار*

ووصف الخبير العقاري رجل الاعمال محمد صلاح استعادة مدينة ود مدني إلى سيطرة القوات المسلحة السودانية باللحظة الفارقة وقال بانها خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار والأمن في البلاد.

وأضاف في حديثه ل(الاحداث) هذا الحدث يحمل معه العديد من الآثار الإيجابية، عودة الأمن والاستقرار مما يشجع العودة إلى الحياة الطبيعية ويساهم في إعادة بناء المجتمع و تعزيز الثقة في الدولة وقواتنا المسلحة كما وتعزز من قدرة الدولة على حماية مواطنيها وممتلكاتهم تقود الي فتح الباب أمام إعادة الإعمار ويمكن البدء في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وبناء مستقبل أفضل للمدينة وأهلها.

بيد انه نبه الي تحديات المرحلة المقبلة من إعادة إعمار البنية التحتية والتي تضررت بشكل كبير جراء الصراع.

وقال يجب البدء فورا في معالجة الأضرار الاجتماعية والاقتصادية والتي خلفها الصراع والبدء في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم.

وزاد بالقول “يتطلب الأمر تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف، سواء كانت حكومية أو شعبيه للعمل معًا من أجل بناء سودان جديد قوي ومستقر”.

*مفتاح السر لتحرير الخرطوم*

من جانبه أوضح الامين العام للمجلس الأعلى للاستثمار الاسبق السفير أحمد شاور أن تحرير ود مدني رمزية كبيرة خاصة وأن مدني تعتبر القلب النابض للسودان ، وأكد في حديثه ل(الاحداث) أن تحرير ود مدني مفتاح السر لتحرير الخرطوم وبقية المناطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى