استبعاد وليد مادبو من فعالية في البرلمان الأوروبي والمنظمون يقدّمون اعتذاراً للسودانيين عن “خطأ الدعوة”

في خطوة لافتة عقب جدل واسع، أعلن منظمو فعالية داخل البرلمان الأوروبي عن إلغاء دعوة وليد مادبو، الملقّب بـ «المليشي»، للمشاركة في الحدث، ووجّهوا اعتذاراً رسمياً إلى السودانيين عامة، ولفئات من الجالية السودانية خصوصاً، عن الخطأ الذي وقع في تضمينه ضمن قائمة المتحدثين.

سياق الدعوة والسجال

جاءت الدعوة إلى مادبو ضمن قائمة مبدئية للمتحدثين في الفعالية، ما أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط الجالية السودانية والمعنيين بالشأن السوداني في أوروبا. بعضهم اعتبار الدعوة تجاوزاً، خاصة في ظل التراكمات السياسية والأمنية التي تحيط باسمه. إثر الضغوط والاعتراضات، قرّرت اللجنة المنظمة إعادة النظر في الترتيبات وإلغاء دعوة مادبو نهائياً.

نص الاعتذار والإجراءات التصحيحية

أصدرت اللجنة المنظمة بياناً رسمياً جاء فيه:

“إزاء الجدل البارز وردود الفعل السلبية، نعلن عن سحب الدعوة من السيد وليد مادبو، ونقدّم اعتذارنا العميق للسودانيين الشرفاء عن هذا الخطأ التنظيمي أو سوء الفهم في عملية اختيار المتحدثين. سنقوم بتدقيق أكثر دقة في قوائم الدعوات مستقبلاً، لضمان أن الشخصيات المشاركة تعكس القيم التي ترمي الفعالية إلى تمثيلها، من احترام حقوق الإنسان والديمقراطية والتنوع، وتجنّب الاستعانة بأسماء مثيرة للجدل.”

كما أشار البيان إلى أن القائمة النهائية للمتحدثين ستخضع لمراجعة نهائية صارمة، وأن المنظمين سينسّقون مع الجاليات والمنظمات السودانية المعتمدة للتحقّق من مطابقة الدعوات للقيم المتفق عليها، ولتفادي أي أخطاء في المستقبل.

ردود الفعل والتحليل

على مستوى الجالية السودانية، تفاوتت ردود الفعل. رأى بعضهم أن سحب الدعوة والاعتذار خطوة إيجابية نحو التصويب، وتعبير عن احترام حساسية المشهد السوداني. في المقابل، رأى آخرون أن الدعوة الأصلية نفسها كانت إهانة أو استهانة، وأن الأمر لا يكتفي بالاعتذار بل ينبغي مساءلة الجهات التي أصدرت الدعوة في المقام الأول.

من الناحية المؤسسية، يُعَدّ هذا الموقف درساً للمنظمات والفعاليات التي تناقش القضايا السياسية أو الحقوقية، بأن اختيار المتحدثين لا يمكن أن يتم بعشوائية، خصوصاً حين تكون القضية مرتبطة بصراع داخلي وحساس مثل الحالة السودانية

Exit mobile version