تقرير – رحاب عبدالله
تجري ترتيبات بوتيرة عالية لاعادة استئناف ضخ بترول جنوب السودان بعد توقف دام لأكثر من سبعة أشهر، ويتضح ذلك جليا من زيارات وفود من دولة جنوب السودان والقيام بجولات لبعض مناطق ضخ البترول في المناطق الآمنة.
ترتيبات ضخ نفط الجنوب
الاسبوع الماضي زار وفد من حكومة جنوب السودان برئاسة وكيل وزارة البترول د. شول دينق طون، العاصمة الادارية بورتسودان للقاء عدد من المسؤلين لمناقشة استئناف نفط الجنوب وإلتقى الوفد نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد مالك عقار إير .
وقال وزير الطاقة والنفط د.محي الدين النعيم في تصريح صحفي أن اللقاء تطرق للإستعدادات الجارية لضخ خام بترول جنوب السودان بعد توقف دام لأكثر من سبعة اشهر مبينا أن التوقف تضرر منه شعب جنوب السودان والشعب السوداني بسبب الإعتداءات الغاشمة من مليشيات التمرد وقال أن الطرفين إتفقا على التجهيز اللازم للخط الناقل مبينا أنه سيتم تنظيم ورشة عمل يشترك فيها عدد من الفنيين بالبلدين وذلك للتمهيد لإستئناف عمليات ضخ خام بترول جنوب السودان.
تعهدات من حكومة السودان
وبالامس وجه رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ، الجهات المختصة بتسهيل ومعالجة كافة العقبات التي تعترض إنسياب بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية.
بدء الضخ من الجبلين
فيما اكد مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك ، إهتمام جنوب السودان بقضية البترول بإعتباره يمثل أولوية للجنوب ، حيث بدأ الضخ من الأنابيب من الجبلين ويمر بكل الأراضي السودانية حتي ميناء بشائر، وقال توت في تصريح صحفي إن اللقاء تطرق لقضية نفط جنوب السودان وضرورة معالجة المعوقات التي تواجه إنسياب وضخ بترول الجنوب عبر الأراضي السودانية،
وأكد توت جاهزية دولة جنوب السودان لإنفاذ ما تم الإتفاق عليه مع حكومة السودان وقال ” أن كافة الفرق الفنية في البلدين جاهزة لزيادة الإنتاج وإنسياب البترول عبر ميناء بشائر ،وقال توت أن زيارته للسودان والتي جاءت بتوجيهات من الرئيس سلفاكير تهدف إلى متابعة كل القضايا المتعلقة ببترول جنوب السودان، مشيراً إلى تأثر خط نقل بترول الجنوب جراء تداعيات الحرب التي يشهدها السودان ومعاناة مواطني دولة جنوب السودان،وأضاف توت أنه تم التوافق على عقد لقاء بين وزارتي الطاقة والنفط في البلدين للتفكير في كيفية معالجة هذه القضية مبيناً أن البترول يعد شريان حياة لمواطني الدولتين الشقيقتين.
واعلن وزير الطاقة والنفط د.محي الدين نعيم محمد جاهزية السودان لنقل بترول جنوب السودان من حقول الجنوب إلى العالم عبر السفن بميناء بشاير ببورتسودان . واوضح نعيم خلال استقباله وفد جنوب السودان بقيادة مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الامنية توت قلواك يرافقه وزير البترول ومدير عام جهاز المخابرات ووكيل الوزارة وعدد من الفنيين من جمهورية جنوب السودان،بمربط السفن بميناء بشاير لتصدير البترول ببورتسودان، ان النفط يعتبر أحد أهم عوامل الربط بين البلدين ويشهد تعاون تام بين وزارة البترول في الدولتين وتعاون كبير بين الشركتين”بشاير لخطوط الأنابيب السودانية ودبوك جنوب السودان” لمتابعة حركة انسياب الخام وتدفقه من جنوب السودان الي موانئ الصادر.
واكد قلواك ان البترول يحظى بالاهتمام من قبل الدولتين لانه يمثل عاملاً مشتركاً يعود بالنفع على الشعبين كاشفا عن ظروف صعبة يعيشها شعب جنوب السودان بسبب توقف صادر النفط لذلك لابد من اعادة تصدير البترول الي الاسواق العالمية مبشرا المواطنين في الدولتين بان جميع المعوقات تم حلها والانبوب جاهز والعاملين في الوزارتين يبذلون جهود فنية كبيرة مقدرة.
تجميد الخام
وقدم مدير عام عام شركة بشاير لخطوط الأنابيب المهندس ابراهيم ادم شرحاً وافياً عن المعوقات التي أدت الي تعطيل انسياب الخام وتعطيل الخط الناقل بسبب الظروف الأمنية والطبيعية التي تمثلت في السيول والفيضانات مما أدى الى تأخير عمليات الصيانة في الخط والمواقع التي بلغت مرحلة تجميد الخام.
ضلوع أبناء جنوب السودان في الحرب
أكد وزير النفط السابق مهندس مستشار اسحق جماع ،ضلوع مليشيا الدعم السريع المتمردة ومعاونيها ، في توقف خط نقل البترول الوحيد العامل في خام “دار” وهو من مربعي 7 و 3، مضيفا ان التجميع يتم في الجبلين ومرورا بمحطة الضخ الرئيسة في العيلفون المحتلة بواسطة المليشيا مرورا بالجيلي إلى بورتسودان ،وبالتالي اكد ان مليشيا الدعم السريع وجميع الفاعلين في تعطيل الخط هم السبب الأساسي في ايقاف نفط الجنوب .
وقال اسحق إلى أن المقاتلين من المتمردين انحصروا الان في التدوين من على البعد واستهداف منشآت رئيسية وتجمعات المواطنين خاصة في الخرطوم، مضيفا ان الفاعلين في عمليات التدوين بالمدفعية ومضادات حديثة كلهم من جنوب السودان وأثيوبيا، واردف”وأنا ذكرت في مقال سابق حتى البنات من أثيوبيا خبيرات في هذه الأسلحة وتم قبض عدد منهن”.
واعتبر اسحق ان زيارة وفد من دولة الجنوب واللقاء مع نائب رئيس المجلس السيادي ووزير الطاقة والاتفاق على تدفق النفط بمثابة حديث في العلن وللاستهلاك الإعلامي.
وتساءل اسحق عن من المسؤول من أمان الخط ومن الذي يحتل جزء من الخط وحكومة السودان لازالت تقاتل المكونات الرئيسية من اجناس المتمردين؟! ، مبينا ان حكومة السودان في تقارير سابقة ذكرت عدد 17 دولة مشاركة في هذه الحرب من ضمنها جنوب السودان وبالتالي رأى اسحق انه قبل الزيارات والمقابلات يجب إيقاف الضالعين من جنود وأبناء جنوب السودان في الحرب.
واردف”حكومة السودان تعلم جيدا أن حكومة جنوب السودان تعتمد 100% على صادر البترول وإلا توقفت الحياة هنالك والمعادله واضحة هذه بتلك”.
تأثير مباشر على الجنوب
ويؤكد الخبير الاقتصادي د.هيثم فتحي ان الحرب أثرت على اقتصاد ومصالح السودان ودولة الجنوب، والتي ضاعفت من تداعيات النزاعات داخلها، ما أدى إلى تراجع صادرات جوبا من النفط إلى 150 ألف برميل يوميا من 350 ألفا قبل ذلك،كما تأثرت عائدات السودان البالغة نحو 300 مليون دولار سنويا، ويعتبر خط تصدير النفط المتضرر الأطول في أفريقيا، حيث بلغت تكلفة إنشاؤه نحو 1.8 مليار دولار، وهناك مخاطر تعرض خطوط نقل النفط المتبقية للتلف، مما يعيق اتفاق نقل النفط الخام من مناطق الإنتاج إلى موانئ التصدير، والذي تحكمه اتفاقيات دولية.
أصل الحكاية
واعلنت شركة الدار للنفط البترولية في مارس من العام الحالي ان قوة قاهرة بشأن تحميل مزيج دار من النفط الخام التابع لجنوب السودان بسبب تمزق في خط أنابيب النفط في الخرطوم الذي ينقل صادرات نفط جنوب السودان