رأي

احلام زلوط

 

د.عبدالعظيم عوض

*من حق السودانيين الآن أن يفرحوا وقد دنت ساعة النصر الحاسم وأوشكت الحرب أن تضع أوزارها ، ولهم في الحقيقة فرحتان ، فرحة النصر ثم فرحة العودة إلى بيوتهم ، وربما تزامنت عودتهم مع بشاير عيدالفطر المبارك ، وتكتمل أفراحم بفرحتي الصائم.

*العديد من التقارير الإعلامية نقلت عمليات هروب واسعة للمليشيا من الخرطوم واطرافها بالملابس المدنية محملين بالمسروقات المنهوبة تاركين سلاحهم وزيهم العسكري وراءهم ، هؤلاء هم الذين أطلقوا على أنفسهم لقب الاشاوس وقالوا إما نصرٌ أو شهادة ، هاهم الآن يفرون من الميدان (سابو عروضهم وهمّلو).

*لم يكن الهروب من الخرطوم فقط بل حتى هناك في دارفور، حيث قال شهود عيان أن أغلب قادة المليشيا غادروا مدينتي نيالا وزالنجي وتوجهوا إلى الجنينة في إشارة إلى مغادرة البلاد إلى تشاد أو أفريقيا الوسطى وغيرهما من دول الجوار.

*والحال هكذا، نقول لأولئك الذين صدعونا بشعارهم الهتافي(لا للحرب) هاهي الحرب قد أوشكت أن تضع أوزارها ، فماذا أنتم فاعلون؟ لكنها حتما ستنتهي بالحسم العسكري كما هي الآن وبالطريقة التي اجمع عليها شعبنا العظيم ، لا بسلام الوهم والكذب والتضليل والخداع ، وقد آن لهم أن يعلموا أن طبيعة هذه المعركة لم تكن لتدع مجالا لحل تفاوضي، إذ كيف يكون بإمكانك أن تجلس للتفاوض مع من إغتصب أختك أو زوجتك أو حتى (بت حلتكم) ، كيف يمكن أن تتفاوض مع ناهب أموالك عنوةً وتعدَى على حرمة بيتك وتمدد في فراشك ؟ كيف يمكن للمفاوض الوطني أن يجلس في مائدة واحدة مع مجموعة خائنة مجرمة تتحرك بدوافع إستئصالية ومدعومة بأيادٍ خارجية ؟.

*من الواضح أن من إختاروا لأنفسهم أن يكونوا الظهير السياسي لمليشيا آل دقلوا سعوا بدعوتهم المستمرة للتفاوض لان ذلك كان الأمل الوحيد الذي يسعى إليه المنهزم المستيقن من هزيمته ليعود مرة أخرى للسلطة بوجود عسكري وسياسي ، لكنها قطعا هي (أحلام زلوط) ، وزلوط في الرواية الشعبية هو ديك تملكه ( الحاجة أم الحسن) وكان هزيل الجسم ضعيف البنية منتوف الريش يحلم على الدوام بما لا يمكنه تحقيقه بهيئته الهزيلة تلك.

*الرئيس البرهان أعاد بالأمس وهو يخاطب جنوده من داخل القيادة العامة ما ظل يردده مرارا من ألا تفاوض مع المليشيا وأن الميدان هو الفيصل بيننا وبينهم، وهؤلاء الجنود الذين تحدث إليهم البرهان ظلوا محاصرين في هذا المكان لما يقارب العامين ، وهو ذات المكان الذي أراد الله أن ينجيه فيه من القتل ، ولقي فيه حراسُه ربهم شهداء بإذن الله

*وأمس قال نائبه مالك عقار إن التفاوض ينتظر البيئة المناسبة، ولعلّ المقصود بالبيئة بطبيعة الحال هو النصر الحاسم الذي يكون بعده التفاوض للاستسلام فقط ،وما يتبعه من إجراءات تشمل تسليم السلاح والتسريح ثم إخضاع المتهمين منهم للإجراءات القانونية من تحقيق ومحاكمة وما يسفر عن ذلك من تعويض للاشخاص أو للدولة ، ذلكم هو الإجراء المنتظر ودونه خرط القتاد.

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى