إيهاب فلاح.. صانع الفرح جبار الخواطر
الأحداث – ماجدة حسن
تفاصيل صغيرة تصنع الفرق في الحياة، مجهود قد تراه بسيطاً لكنه يصنع فرقاً في حياة الناس، وهذا مايقوم به إيهاب محمود فلاح، صاحب منتدي دار فلاح للغناء الشعبي الذي يقيم حالياً بمدينة أمدرمان، يصنع الحب رغماً عن الحرب، ولعل مايقوم به فلاح بدقة هو ما وصفه به استاذه محمد محمدين في تسجيل يثمن مجهوداته تلك، إذ وصفه بأنه “صانع الفرح وجبار الخواطر”، مشيراً إلى أن مايقوم به حالياً هو نوع من التطبيع. باعتبار أن تثبيت الناس في مكانها وهو عمل كبير جداً بعد أن دخل الهلع الناس وجعلها تغادر بيوتها، لم يبالغ محمد إذ وصف مايقوم به فلاح بالجهاد، نوع من الجهاد وخط الدفاع الأول أو كما قال جهاد مدني. فما الذي يفعله إيهاب؟
منتدى محضور
هو اختزل الإجابة في تصرف بسيط إذ أنه يرص الكراسي أمام منزله ويعد الشاي، ويبدأ في الغناء ويتوافد الناس على هذا المنتدى الشعبي الذي غيرت الحرب مكانه، لكنها لم تغير فكرته أو تلغي أهدافه، إيهاب محمود فلاح، دار فلاح للأغنية الشعبية، يعمل على إدارة منتدى فلاح طيلة سبعه عشر عاماً، وقال في حديث ل(الأحداث) “بعد الكورونا والثورة أصبح يعمل صوالين فنية، نذهب للمبدع في بيته وكنا نركز على كبار السن والمتوفين، والضيافة علينا نخدم أنفسنا بأنفسنا”، وأضاف “هذه الفكرة فيها متعة غريبة. الآن جاءت الحرب وأبعدت الناس وأنا لم ابتعد عن الفكرة لدي أصدقائي الفنانين المتواجدين نغني أغنيات عاطفية يأتي علينا ناس الحي ومن أدعوهم أنا”.
شمعة في الظلام
قال إيهاب إن مايقوم به من عمل هو “موضوع بسيط له أثر طيب على الناس بعكس ما نسمعه عن الغناء في القاهرة وفي دبي نسمعه ولا يعجبنا، فهو يرى أن من هم بالداخل هم أولى بالترفيه.. نحن هنا نحتاج أن نخرج الناس من جو الحرب، الفنانين في الخارج كل شخص وله ظروفه لكن البلد في حالة حرب تحتاج قليل من التقدير وما يقومون لا يخدم غرض”.
ولايزال إيهاب محمد فلاح متواجد بداره بأم درمان يعيش حياته التي يعرفها، ويقول “متواجد في أم درمان الثورة الحارة الثانية مكان المنتدى، وهو ببساطة (أطلع الكراسي وأعمل لي شاي ويتلم الناس) فهو من يصنع الإبداع وينشر الفرح بين الناس من خلال لحظات طرب أصيل”، وقال “قبل فترة اتصل بي ناس الولاية وجهاز الأمن التحضيرات للاحتفالات بالنصر لكن أمر مسيرة عطبرة جعل الفكرة لا تتم”، وأضاف: “لا أزكي نفسي لكن معي مجموعة طيبة من الفنانين والعازفين وهم سبب النجاح وإن شاء الله نسهم في إصلاح البلد وعودة المواطنين”.
حال إيهاب أنه أشعل شمعة بدل أن يلعن الظلام، وأن مشروعه فكرة يمكن أن تنفذ في أي مكان.