تقارير

(إيغاد) وملف السودان.. إثارة الشكوك

تقرير- الأحداث
قبل أن ينجلي الغبار الذي أثاره تأجيل اللقاء المباشر الذي كان ينتظر أن يجمع رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) الشهر الماضي، ظهر الأخير في عدد من دول منظمة (إيغاد) المفترض بها تيسير اللقاء وحل الأزمة السودانية، بما فيها جيبوتي دولة المقر نفسها.
وأثار ظهور قائد التمرد مع زعماء دول (إيغاد) وهم يستقبلونه استقبال الرؤساء مزيداً من الشكوك حول نوايا هذه الدول تجاه السودان، ورأى مراقبون أن (حميدتي) حاول من خلال الجولة الاستفادة من علاقاته الخاصة واستمالة عدد من قادة (إيغاد) إلى صفِّه وتقوية موقفه التفاوضي.
اللقاء الذي كان ينتظر أن يجمع البرهان وحميدتي حدد له أواخر ديسمبر الماضي، غير أن (إيغاد) أعلنت تأجيله إلى يناير الحالي “وذلك لأسباب فنية”، ما أثار الاستغراب.
تناسي الأزمة
البعض يعتقد بوجود تناقض وأولويات مختلفة بالنسبة لدول (إيغاد) تجاه أزمة السودان، ربما تحركها المصالح أو التطورات في الإقليم، مما يجعل السير باتجاه حل الأزمة بطيئاً.
وقريباً من هذا المعنى، تحدث رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول، “الخميس”، عن تراجع السودان كأولوية بالنسبة لـ(إيغاد) وتناسيه “سهواً أو عمداً”.
وقال في منشور على منصة X، إن ملف السلام في السودان تراجع كأولوية بالنسبة لمنظمة إيغاد بسبب الأزمة الناشئة بين أثيوبيا والصومال واحتمالية استدراج واستقطاب بعض الأطراف الإقليمية.
ونبه إلى أنه لم ينفذ من مخرجات القمة الرئاسية الأخيرة أي من توصياتها فلم يتم تعيين للمبعوث الخاص للسودان ولم يخطط لعقد اللقاء بين قائد الجيش السوداني (رئيس مجلس السيادة) ولا قائد الدعم السريع ولا غيره.
ورأى أردول أن نسيان الأزمة في السودان “سهواً أو عمداً” له ارتدادات خطيرة على واقع الإقليم، وخاصة على دول الجوار، وتنشيط عملية السلام وإعادة إحيائها بتدعيم منبر إيغاد بدول الجوار قضية أساسية يجب العمل من أجلها.
واعتبر أردول دخول دول مثل مصر وتشاد وإريتريا كإضافة لدول إيغاد سيعيد الأمر لمنصة الأنظار.
عدم قدرة
التعاطي السوداني مع جهود (إيغاد) جاء بعد التعثر الذي لازم منبر جدة، لكن مخرجات قمة إيغاد التي انعقدت ديسمبر الماضي، أثارت الجدل والشكوك، إذ اعتبرت الخارجية السودانية بيان القمة غير معبر عما خرجت به ولا يعتبر وثيقة قانونية، وطالبت بحذف فقرات وتصحيح بعضها خاصة موافقة البرهان على لقاء حميدتي لأنه اشترط وقف دائم لإطلاق النار وخروج القوات من الخرطوم، وعدم المساواة بين القوتين.
ويرى البعض أن إيغاد غير محايدة وغير قادرة على حل الأزمة، وقال وزير الخارجية السوداني الأسبق السفير إبراهيم طه أيوب، في تصريح صحفي، إن إيغاد لم ولن تحقق تقدماً في ملف وقف الحرب بالسودان.
وأضاف في التصريح الذي بثه راديو دبنقا، أن إيغاد ليست هي الجهة التي يفترض أن تمسك بهذا الملف، لأن الدول المكونة لها مختلفة فيما بينها، وأن مساعيها لوقف الحرب وتحقيق السلام لن تأتي بأي نتيجة، ودعا للعودة إلى منبر جدة والتركيز عليه.
ونوه إلى أن إيغاد ليست لديها صلاحيات ولا آليات لمحاسبة من يرفض الالتزام بأي اتفاق يأتي من جانبهم، فيما لدى السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض القوة ولها مصلحة في استقرار السودان، خلافا لدول إيغاد التي لا ترغب كلها في استقرار السودان- حسب وصفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى