الأحداث – وكالات
حذر السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيغاد، ورقنيه جبيهو، في مقال نشرته صحيفة The East African، من أن السودان يمرّ بمرحلة “انهيار جارٍ” وليست مجرد أزمة قابلة للاحتواء، مؤكدًا أن سقوط مدينة الفاشر في دارفور كان “نقطة تحوّل يجب ألا تُهدر”. ووصف جبيهو الفاشر بأنها “آخر خط دفاع للجيش السوداني في الإقليم”، مشيرا إلى أن سيطرة قوات الدعم السريع عليها كانت “طلقة تحذير استراتيجية” تعكس مدى هشاشة الوضع وانجراف البلاد نحو التفكك الكامل.
وقال جبيهو إن المجتمع المدني السوداني والمنظمات الدولية حذّروا مبكرًا من المصير الذي انتهت إليه الفاشر، لكن الدبلوماسية الدولية — التي وصفها بأنها “مجزّأة ومشتتة ومترددة” — فشلت في منع الكارثة، ما أدى إلى وقوع مجزرة جديدة “كان يمكن تجنبها”. ورغم الدمار، يرى أن سقوط الفاشر أوجد “نافذة ضيقة ولكن حقيقية” لعملية سياسية جديدة، بعد تجدد الالتزام الأميركي–السعودي بالضغط نحو هدنة إنسانية، ولأول مرة منذ شهور أظهر طرفا النزاع استعدادا أوليا لمناقشتها.
وأكد جبيهو أن الهدنة المقترحة “ليست انتصارا بل شريان حياة”، محذرا من أنها ستفشل ما لم تُرفق بخارطة طريق سياسية متماسكة تقود إلى وقف إطلاق نار مراقَب دوليًا، وممرات إنسانية مضمونة، وتعهد من القوى الإقليمية بوقف دعم الوكلاء. وأضاف أن السودان أصبح مركزًا لحرب إقليمية معقّدة تمتد آثارها من البحر الأحمر إلى الساحل، عبر تدفقات السلاح، ونزوح الملايين، وظهور اقتصاد حرب تستفيد منه أطراف داخلية وخارجية.
وأشار إلى توافق دولي نادر يضم الاتحاد الإفريقي والإيغاد والرباعية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية حول خمسة مبادئ رئيسية، أبرزها: لا حل عسكريا للصراع، ووحدة السودان غير قابلة للتفاوض، ووضع المدنيين في قلب العملية السياسية. وكشف عن استعداد الإيغاد والاتحاد الإفريقي لإطلاق مشاورات مدنية–سياسية في جيبوتي لصياغة موقف موحد يمهّد لمسار سلام يقوده السودانيون.
وختم جبيهو بدعوة العالم إلى “تحويل الفاشر من مرثية إلى نقطة بداية”، مؤكدًا أن انهيار السودان يمثل “تهديدا وجوديا للقرن الإفريقي”، وأن الفرصة الحالية هي “الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب”.
