الأحداث – وكالات
أبلغت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دبلوماسيا سودانيا يعمل في سفارة السودان بطهران باعتباره شخصا غير مرغوب فيه، وأمهلته 72 ساعة لمغادرة الأراضي الإيرانية، في تطور مفاجئ يعكس توترا جديدا في العلاقات بين البلدين، لم تُعلن طهران رسميا أسبابه.
ونقلت صحيفة “أصداء سودانية” عن مصادر مطلعة توقعها أن تتجه الحكومة السودانية إلى اتخاذ خطوة مماثلة، عبر طرد دبلوماسي إيراني من الخرطوم تطبيقًا لمبدأ المعاملة بالمثل، مشيرة إلى أن السودان رفض خلال الفترة الماضية الخضوع لضغوط إيرانية تتعلق بتوجهاته الخارجية، في إطار ما وصفته المصادر بتمسك الخرطوم بسيادتها وقراراتها المستقلة.
وبحسب ذات المصادر، فإن هذا التطور يأتي في سياق تقليص السودان لعلاقاته مع إيران بناءً على طلب أمريكي، عقب لقاء جمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي، في مدينة نيون السويسرية. وذكرت المصادر أن الطلب الأمريكي شمل وقف التعاون مع إيران وإبعاد ضباط محسوبين على التيار الإسلامي داخل الجيش السوداني، وهي مطالب قيل إن البرهان استجاب لها، حيث أُحيل عدد من الضباط البارزين للتقاعد، من بينهم اللواء نصر الدين قائد سلاح المدرعات.
وشهدت العلاقات بين السودان وإيران تقلبات حادة خلال العقد الماضي، إذ أغلقت الخرطوم في عام 2014 المراكز الثقافية الإيرانية بدعوى نشر المذهب الشيعي، قبل أن تقطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل في 2016 تضامنًا مع السعودية، وتشارك في التحالف العربي باليمن.
غير أن العلاقات عادت تدريجيا بعد اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، حيث التقى البرهان بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وتبادل البلدان السفراء في 2024 بعد قطيعة استمرت ثماني سنوات، قبل أن تعود مؤشرات التوتر مجددًا مع قرار طهران الأخير.
