تقارير

إنهيار المرتزقة بالخرطوم.. الشلل يصيب جسد المليشيا

 

الأحداث – وكالات

فشلت مليشيا الدعم السريع في مواجهة عاصفة الجيش السوداني منذ عبوره التاريخي للجسور في السادس والعشرين من سبتمبر الماضي، ومنذ ذلك الوقت أظهرت سياسة الحفر بالإبرة نجاعة بالغة، حيث سيطر الجيش على جبل موية، الدندر، السوكي وجميع القرى الشمالية لولاية سنار، ثم سنجة ومصنع سكر سنار ومناطق جنوب الجزيرة وصولاً لعاصمة ود مدني.

إنهيار المليشيا بالخرطوم:

في العاصمة الخرطوم، كان واضحاً أن المليشيا التي ظلت تقاتل بضراوة في مناطق بحري والمقرن وسط الخرطوم، أيلة للانهيار في أي لحظة أمام ضربات الجيش، الذي استفاد من فترة الحرب في تطوير قدراته فيما يلي جنوده ونوعية التسليح ساعده في ذلك الالتفاف الشعبي غير المسبوق.

وقال خبراء بحسب “أصداء سودانية” إن الانجازات التي حققها الجيش بالعاصمة الخرطوم وتوجت بتحرير مصفاة الجيلي وفك الحصار عن القيادة العامة، كان يمكن أن تحدث في الشهر الأول بعد عبور الجسور، لكن بخسائر أكبر، مشيرين إلى أن سياسة (الحفر بالإبرة) التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وتهكم منها البعض كانت العامل الحاسم في تحقيق هذه الانتصارات بخسائر أقل، حيث حققت هذه السياسة نجاحاً كبيراً ساهمت في فتق جسد المليشيا تدريجياً حتى وصلت لمرحلة لم تعد معها محاولات الرتق مجدية ولا الاستمرار في القتال بجسد نصف عاري ذا قيمة.

هذه السياسة أدت في النهاية إلى انهيار المليشيا بالخرطوم، ووصول الجيش لأسوار القيادة العامة بعد 22 شهراً من الحصار، هذا الالتحام يعتبره خبراء مؤشراً لتحرير العاصمة الخرطوم بشكل كامل ومتسارع أشبه بعملية النزول من مكان عالي.

 

صور معبرة:

تجلت سياسة الحفر بالإبرة بشكل واضح في ولاية الخرطوم، خلال مشاهد يوم أمس الأول الجمعة، فمع وصول طلائع جيش متحرك شمبات لسلاح الإشارة، فرت عناصر المليشيا من جزيرة توتي وأخلت مستشفى ودار الشرطة ببري ومطار الخرطوم والأدلة الجنائية، فيما شهدت مناطق أركويت والمعمورة وشارع الستين شرقي العاصمة الخرطوم فرار عناصر المليشيا ناحية شرق النيل وجنوب الخرطوم، وتعامل الطيران الحربي صباح أمس السبت مع أرتالاً من عناصر المليشيا الفارين غرب خزان جبل أولياء وقضى على نحو 600 متمرداً، هذا الانهيار المتسارع لم تفلح معها تصريحات مستشارو قائد المليشيا الكذوبة التي كانت تهدف لتماسك المتمردين، فبدأت أولاً بانكار التحام الجيوش، ثم عادت وقالت إن قوة صغيرة تسللت للقيادة العامة والتقطت صوراً، رغم أنه في اللحظة التي كانوا يتفوهون فيها بهذه الأكاذيب كان مراسل العربية في بث مباشر من أمام القيادة، بينما كان البرهان يحتفل بشكل خاص في مصفاة الجيلي.

نهاية حرب الخرطوم:

يجزم مراقبون بإنتهاء معركة الخرطوم، في اللحظة نفسها التي التقت فيها الجيوش، مشيرين إلى أن الجيش سينفتح من القيادة شرقاً وجنوباً بينما تنفتح قوى أخرى غرباً للسيطرة على جسر المك نمر والقصر الجمهوري ومنطقة السوق العربي للالتقاء مع جنود سلاح المهندسين في منطقة المقرن، ثم ستنفح القوات جنوباً للسيطرة على الإستراتيجية وسك العملة والالتقاء مع جيش المدرعات، بينما تتقدم قوات الفرقة 18 كوستي لتنظيف القطينة والسيطرة على جبل أولياء، فتح جيوش شندي ودرع السودان والفرقة الأولى مدني في منطقة شرق النيل في أكبر عملية نشر جنود للسيطرة على شرق النيل، بينما يتقدم جيش سنار للسيطرة على مناطق شمال الجزيرة حتى ألتي والمسعودية ومناطق سوبا جنوب الخرطوم والالتقاء مع سلاح المدرعات في صينية المركزي، متوقعين ألا تستمر هذه المعارك أكثر من شهرين مع تسارع الإنهيارات وسط المليشيا.

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى