إنما الأعمال بالترتيبات

عبد العزيز عبد الوهاب

حسنًا قال الرئيس البرهان : إن السودان لن يركع للرباعية ولن يبدل مواقفه ولن .. فعنون الأستاذ حسن إسماعيل للخطاب بما معناه ( كل قرد يطلع جبله)
والرجال حين القول أصناف : أحدهم يملك من الكلمة ثلاثة أرباعها : إنه رجل الصين العظمى( شي جين بينغ ) المسنود بقوة قوامها مليار ونصف من البشر ، يعملون كتروس لا تتثاءب في ماكينة ضخمة لتكون لسيدهم الكلمة الأولى عالميا بحلول 2030 أو بعدها بقليل .
ورجل يملك الكلمة كلها، إذا قال فعل هو نتنياهو ، لأن الزمان زمانه والمكان طوع بنانه ، أما السماء فمفتوحة أمامه . أما ترامب فحارسه المنيع وخادمه المطيع.
أما بقية رجال الكوكب فمتدرج بين : من يملك نصفها أو ثلثها مثل رجلا الهند والبرازيل ، ومن في فمه ماء ..أو أصم أبكم ، لا يهش ولا ينش .
أما القوة التي تمنحك سلطة الكلام ، كما بسطها المفكر مالك بن نبي ، فهي حاصل اجتماع اقتصاد نشط مع سلاح متطور وهذا لا يتم بالعنتريات واجترار السرديات وإنما بسلسلة متصلة من الترتيبات.
في محيطنا الخرب، ستجد أن بن زايد ، الوكيل الإقليمي لنتياهو يستخدم الأدوات القذرة في شريط كسيح الإرادة شحيح العزم يمتد حول السودان يستهدف كسر عنقه وتشتيت شمله .
ستكون أمام الفريق البرهان سانحة عظمى ليتقدم في التصنيف لو أنه اجتث الفساد وحزّ رؤوس القطط السمان ، سيطر على الذهب والصمغ وقاد شعبه إلى الحقل .
لكن للمفارقة ؛ فإن السوداني الوحيد الذي لا يزال مسموع الكلمة ، فهو قاضي الميدان الحكم : محمود شانتير ، الذي يتحرى النزاهة ، يجري لتحصيلها لنحو تسعين دقيقة هي مدة وجوده في (عين العاصفة) ، فهل يغري سعدٌ سعيدا ؟
يقول المثل : إن التفاحة لا تقع بعيدًا عن شجرتها ، لكن تفاحة (ذهبنا) وعلى مدى عقود ، فقد طاحت بعيدا ، تارة نحو دبي وتارة نحو موسكو ؛ فطارت طيورهما بأرزاقنا ، بينما نتضوّر جوعًا .. فتأمل !

Exit mobile version